"شهيد "رسم برمال الشاطئ لوحاته .. وأردنيون يفاخرون به - صور

جلنار الراميني - قبل يوم من يوم الأرض ، نقش على رمال الشاطئ كلمتين صغيرتين، إلا أنهما أضحتا كبيرتين بمضمونهما حيث كتب إلى جانب علمين فلسطينيين 'انا راجع' للدلالة على أن عودة اللاجئ الفلسطيني ضرورة حتمية، لا مُساومة عليها .
واليوم ينقش ابن الأرض ، وابن غزة ، الفنان محمد أبو عمرو أسمى معاني التضحية ،فداء لوطنه في يوم الأرض، بعد استشهاده يوم أمس الجمعة في غزة ، أثناء خروجه في مسيرات في قطاع غزة للتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين، الذين غادروا ديارهم قسرا.

• ارتفاع الشهداء إلى 15 والجرحى إلى 1416 قرب حدود قطاع غزة

ما نقشه الشهيد أبو عمرو ، كان قبل يوم من مغادرته الحياة، قبل أن يُزفّ إلى جنان الخلد - بإذنه تعالى -  فشهد  شاطئ بحر غزة أصالته الوطنية ، فارتقى إلى العلياء كما ارتقى شهداء فلسطينيون في 'يوم الأرض'، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدلّ  على رفعته الفنية في حضرة القضية الفلسطينية.

أبو عمرو،  ابن غزة، وابن الحجر، وابن العزة، وابن الشجر،ابن الصمود ورمز الخلود ويكفيه فخرا رائحة دمه مسكا في اليوم الموعود.

لوحات رملية 

والشهيد محمد فنان كان يخط بيديه رسومات باستخدام رمل البحر، حيث كان يواكب كافة الأحداث التي تمر على القضية الفلسطينية، فتارة يكتب عن حلمه بالعودة لأرضه التي احتلها الجيش الإسرائيلي، وتارة أخرى يُحيي ذكرى استشهاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والشيخ الشهيد أحمد ياسين، كما خط بيمينه اسم الأسيرة الطفلة عهد التميمي، والعديد من القضايا الأخرى.

ومن ضمن ما خط الشهيد محمد أبو عمرو، على شاطئ بحر غزة، 'كن إنساناً.. متفائلًا، وقُم بوضع هدف وخطة لحياتك واجعل شخصيتك منفتحة على الآخرين تعش سعيداً'.

• حشود فلسطينية تتوجه الى المناطق الحدودية للمشاركة في مسيرة العودة

وكتب كذلك الشهيد، مستشهدًا بأغنية للفنانة اللبنانية جوليا بطرس، 'يرحلون ونبقى.. والأرض لنا ستبقى، ها نحن اليوم أقوى من كل الملاحم'.

أردنيون تداولوا صورة الشهيد أبو عمرو ، وتداولوا ما كان ينقشه على الشاطئ، آخرها جملة 'انا راجع' فكان لهذه الجملة وقع اقوى من صوت مدافع ، حيث كان للوحاته نصيب الأسد في الاهتمام الأردني.

معبّرين عن فخرهم ، بهذا الفلسطيني ، الذي تحدّى ، وحلم ، وأراد ، فكانت الشهادة طريق النهاية له ، حيث انتشرت التعليقات و'البوستات' التي كانت بمثابة وسام وطني بامتياز .

الصور التي تم تناقلها ، كانت أشبه بلوحات فنية ، تُرسم 'على غير العادة' حيث الاستعانة برمال الشواطئ ، على لوحة تُجاور البحر ، والتي افتقدت للمسات 'أبو عمرو' السحرية' ، ويبقى للصور كلمتها .