في بلادنا أمور ومناسبات واهتمامات تجد الاهتمام والمكانة لدى الناس من كل الفئات ولا يكون الاهتمام بها بشكل اساسي بل باعتبارها اسماء حركية لقضايا ومعتقدات ومواقف يكون الحديث فيها مثيرا للخلاف او الجدل.
في كل مجتمع هنالك ما يسمى المسكوت عنه أي الذي لا يتحدث به احد أو لنقل معظم الناس، وإن تحدثوا كان الحديث في محيط محدود او بين أبناء فئة أو تركيبة معينة، واحيانا يكون الحديث من قبل مجموعات محدودة لا تقلقها الحسابات الاجتماعية أو السياسية.
ووجود هذا المسكوت عنه وعدم الحديث فيه بمسؤولية وجرأة يصنع احيانا علاقات غير حقيقية بل ” كاذبة” لأن الكثيرين يتحدثون عكس قناعاتهم وربما يبالغون في المثالية التي نراها بشكل اكبر بين من يسمون أنفسهم “النخب” بينما النخب من النوع الواحد اجتماعيا او سياسيا او اقتصاديا تتحدث بشكل صريح جدا في هذا الذي يسمى المسكوت عنه، واحيانا نجد منهم تعبيرات بعناوين واسماء حركية عن هذا الموضوع.
أما زلات اللسان التي تحول الأكثرية الى رموز للحكمة فهذا ما يحدث، ويصبح صاحب زلة اللسان او من يتحدث بوضوح شيطانا يقوم الجميع برجمه بمن فيهم من يتحدثون إليه بعيدا عن الاضواء شاكرين على وضوحه ورجولته.
حتى هذا المقال هو استخدام لأسماء حركية لتجنب ان يتحول إلى جدل كبير وايضا احتراما لطريقة تعاملنا جميعا مع العديد من القضايا المهمة بالشيفرة حتى نبقى في دائرة اهل الحكمة.
الكلام المشفر او استخدام الأسماء الحركية لقضايا مهمة موجود في كل المجتمعات والدول لكن المشكلة عندما لا يكون التشفير او استخدام الأسماء الحركية للقضايا مانعا لتجذر المشكلات الناتجة عن هذه القضايا او تحولها إلى أمراض مزمنة لأي مجتمع دولي.
لا يستطيع اي مجتمع ولا أي دولة ان تتحدث بكل قضاياها او تناقشها علنا لأن بعض هذه القضايا تمثل خاصرة ضعيفة للدولة او مرضا اذا تم تداوله قد يفتح أبواب الشر في تلك الدولة، لكن لا يجوز أيضا ترك هذه الأمراض تكبر تحت جلد الدولة والمجتمع والاكتفاء بالحديث الجميل أو استخدام الإنشاء والبلاغة التي لا تعالج جرحا بل تعطيه مساحة للتوسع إلى حين.
كلنا يعلم ما نتحدث عنه بالشيفرة أو نطلق عليه أسماء حركية، وكلنا يعلم أن هذا التشفير للملفات الصعبة لا يلغيها لأن كل ملف موجود لكن في دوائر اللون الواحد، وكلنا يمارس هذا حتى وان تحولنا جميعا في العلن إلى رموز للحكمة والعقل الراجح.
القضايا التي نتعامل معها بالشيفرة قضايا مهمة يجب معالجتها ولو جزئيا لكننا نتجنب الحديث فيها علنا، ونذهب الى طرق اخرى حتى ان مرور السنوات جعل من مؤسسات في العديد من القطاعات جزءا من الشيفرة فهي تعبر عن جزء من الظواهر التي نتجنب الخوض فيها حتى ونحن نعاني من آثارها.
وللإنصاف فإن اللجوء إلى الشيفرة او الاسماء الحركية للقضايا ضروري في بعضها وفق القاعدة الاصولية “درء المفاسد اولى من جلب المصالح ” لكن بعض المراحل يتحول فيها الصمت الى مفسدة وجلب لمصالح البعض.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي