لا أعرف حقا لماذا تهمل كل الحكومات المتعاقبة، ملفات حساسة جدا، وهذه الحكومات لم تفلح لا في تنمية اقتصادية، ولا حريات سياسية، ولا نعرف بماذا تنشغل فعليا، كل هذا الوقت؟.اضافة اعلان
لم يعد طموحنا أن تأتينا الحكومات بوظائف اكثر، ولا أن تتكرم علينا بحريات سياسية دون سقوف، فقد تعبنا من هذه الملفات، امام العجز المزمن الذي يتم ترحيله من حكومة الى حكومة، وكأن كل الحكومات تتفق فيما بينها، على ان تترك كل شيء، الى حيث يريد ان يصل.
حالة الانتحار الجماعي اليومية، يتفرج عليها الكل، وقد اشرت في وقت سابق الى وباء السكري الذي يعصف بأكثر من مليوني أردني، اي تقريبا ثلث الأردنيين، بما يعنيه ذلك من امراض لاحقة من قلب واعصاب وعيون، وما يعنيه من كلف مالية، بحيث اننا بتنا امام انتحار جماعي تدريجي دون ضجيج، وبكل هدوء، وسط ظن الغالبية ان هذه مجرد حالات فردية، فيما هي باتت وباء.
الكارثة التي يعرفها الكل ولا يتدخل فيها احد الظاهرة التي تحدثت عنها منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، والتي تقول فيه ان ارقام المسح الذي نفذته المنظمة، مؤخرا، أشارت إلى أن الأردن الأول على مستوى العالم في نسبة التدخين، وأن العائلة الأردنية تصرف 6ر73 دينار على التدخين شهريا مقابل 6ر26 دينار شهريا للفواكه و2ر38 دينار شهريا ألبان وبيض، و1ر42 دينار للخضرة والبقوليات و4ر50 دينار للحوم والدواجن، وان هناك 82 % من الرجال المدخنين في الفئة العمرية من 18 الى 69 عاما يدخنون السجائر والارجيلة اضافة إلى أن 15 % يدخنون السجائر الإلكترونية، مع ارتفاع نسبة التدخين بين النساء أيضا، وان 66 % من الرجال يدخنون السيجارة العادية والارجيلة وهناك 15 % يدخنون السجائر الإلكترونية وغيرها، وفيما يخص الأطفال كشف المسح أن نسبة المدخنين منهم بلغت 17 %، وأن العائدات من التدخين تصل إلى 899 مليون دينار، إلا أن الحكومة تتحمل بعد ذلك ما يزيد على المليار و700 مليون بسبب أضرار التدخين على المستوى البعيد لما يسببه التدخين من أضرار وأمراض مستعصية.
هذا مسح جديد، وبين يدي في الوقت ذاته ارقام رسمية ثانية صدرت عام 2021 الرسمية تقول إن تعاطي التبغ يتسبب يومياً بوفاة 24.7 أردني، بمعدل سنوي يصل لـ9027، منهم 56 % وفيات مبكرة، أي أعمارهم أقل من 70 عاماً، وأن إنفاق الأسر سنوياً على التبغ والسجائر يصل الى 717.1 مليون دينار، أي بمعدل يومي يصل إلى مليون و965 ألف دينار، على مستوى الأردن، أي مليوني دينار يوميا يتم حرقها كأثمان سجائر، وأن الأسرة الأردنية تنفق 2.53 دينار على التدخين يوميا، بينما تنفق على الخدمات الصحية 1.38 دينار، و1.60 دينار على التعليم.
لسنا بحاجة الى حرب خارجية، إذ تكفينا الحروب الداخلية، التي تنهار بسببها بنية المجتمع، من السكري الى التدخين مرورا بالقلب وغير ذلك، والغريب ان كل الجهود المبذولة لكبح هذه الظواهر محدود الاثر، ولا تدرك حجم الكارثة امام مجتمع ينتحر يوميا بكل رضاه.
ليس عليك الا ان تذهب الى بوابة مدرسة حكومية وترى اغلب الطلبة يدخنون وهم يخرجون من المدارس، وقد يدخنون مع الاساتذة احيانا، فوق ما نراه في المقاهي حين يجلس المئات في موقع واحد لتدخين الاراجيل، ونصف الموجودين من الاناث المهمومات اللواتي وجدن في تدخين الارجيلة تعبيرا عن الاستقلالية والمساواة، فوق المتعة، ومضيعة الوقت.
الحكومات في الأردن، لا تجد حلا سوى فرض ضرائب اضافية على التدخين، بدلا من معالجة الظاهرة من اصلها ونحن مجتمع ينتحر ذاتيا، ولا يبذل احد اي جهد لمنع هذا الانتحار الجماعي.
نحن اليوم، وبكل تلطف امام مجتمع مريض، وليس ادل على ذلك من الارقام السابقة، حين ينفق الفرد على التدخين اكثر من الغذاء او تعليمه، او غير ذلك، وعلينا ان نتخيل رعاكم الله حال البلد بعد عشرة سنوات، حين يهرم فجأة ويتحول الى ملايين من المرضى والمتعبين.
لسنا بحاجة لحرب خارجية، فنحن أيها القوم ننتحر يوميا بشكل جماعي، بالسكري والتدخين وحوادث السير والمخدرات، الى نهاية القائمة التي يعرفها الكل في ارض الحشد والرباط.
لم يعد طموحنا أن تأتينا الحكومات بوظائف اكثر، ولا أن تتكرم علينا بحريات سياسية دون سقوف، فقد تعبنا من هذه الملفات، امام العجز المزمن الذي يتم ترحيله من حكومة الى حكومة، وكأن كل الحكومات تتفق فيما بينها، على ان تترك كل شيء، الى حيث يريد ان يصل.
حالة الانتحار الجماعي اليومية، يتفرج عليها الكل، وقد اشرت في وقت سابق الى وباء السكري الذي يعصف بأكثر من مليوني أردني، اي تقريبا ثلث الأردنيين، بما يعنيه ذلك من امراض لاحقة من قلب واعصاب وعيون، وما يعنيه من كلف مالية، بحيث اننا بتنا امام انتحار جماعي تدريجي دون ضجيج، وبكل هدوء، وسط ظن الغالبية ان هذه مجرد حالات فردية، فيما هي باتت وباء.
الكارثة التي يعرفها الكل ولا يتدخل فيها احد الظاهرة التي تحدثت عنها منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، والتي تقول فيه ان ارقام المسح الذي نفذته المنظمة، مؤخرا، أشارت إلى أن الأردن الأول على مستوى العالم في نسبة التدخين، وأن العائلة الأردنية تصرف 6ر73 دينار على التدخين شهريا مقابل 6ر26 دينار شهريا للفواكه و2ر38 دينار شهريا ألبان وبيض، و1ر42 دينار للخضرة والبقوليات و4ر50 دينار للحوم والدواجن، وان هناك 82 % من الرجال المدخنين في الفئة العمرية من 18 الى 69 عاما يدخنون السجائر والارجيلة اضافة إلى أن 15 % يدخنون السجائر الإلكترونية، مع ارتفاع نسبة التدخين بين النساء أيضا، وان 66 % من الرجال يدخنون السيجارة العادية والارجيلة وهناك 15 % يدخنون السجائر الإلكترونية وغيرها، وفيما يخص الأطفال كشف المسح أن نسبة المدخنين منهم بلغت 17 %، وأن العائدات من التدخين تصل إلى 899 مليون دينار، إلا أن الحكومة تتحمل بعد ذلك ما يزيد على المليار و700 مليون بسبب أضرار التدخين على المستوى البعيد لما يسببه التدخين من أضرار وأمراض مستعصية.
هذا مسح جديد، وبين يدي في الوقت ذاته ارقام رسمية ثانية صدرت عام 2021 الرسمية تقول إن تعاطي التبغ يتسبب يومياً بوفاة 24.7 أردني، بمعدل سنوي يصل لـ9027، منهم 56 % وفيات مبكرة، أي أعمارهم أقل من 70 عاماً، وأن إنفاق الأسر سنوياً على التبغ والسجائر يصل الى 717.1 مليون دينار، أي بمعدل يومي يصل إلى مليون و965 ألف دينار، على مستوى الأردن، أي مليوني دينار يوميا يتم حرقها كأثمان سجائر، وأن الأسرة الأردنية تنفق 2.53 دينار على التدخين يوميا، بينما تنفق على الخدمات الصحية 1.38 دينار، و1.60 دينار على التعليم.
لسنا بحاجة الى حرب خارجية، إذ تكفينا الحروب الداخلية، التي تنهار بسببها بنية المجتمع، من السكري الى التدخين مرورا بالقلب وغير ذلك، والغريب ان كل الجهود المبذولة لكبح هذه الظواهر محدود الاثر، ولا تدرك حجم الكارثة امام مجتمع ينتحر يوميا بكل رضاه.
ليس عليك الا ان تذهب الى بوابة مدرسة حكومية وترى اغلب الطلبة يدخنون وهم يخرجون من المدارس، وقد يدخنون مع الاساتذة احيانا، فوق ما نراه في المقاهي حين يجلس المئات في موقع واحد لتدخين الاراجيل، ونصف الموجودين من الاناث المهمومات اللواتي وجدن في تدخين الارجيلة تعبيرا عن الاستقلالية والمساواة، فوق المتعة، ومضيعة الوقت.
الحكومات في الأردن، لا تجد حلا سوى فرض ضرائب اضافية على التدخين، بدلا من معالجة الظاهرة من اصلها ونحن مجتمع ينتحر ذاتيا، ولا يبذل احد اي جهد لمنع هذا الانتحار الجماعي.
نحن اليوم، وبكل تلطف امام مجتمع مريض، وليس ادل على ذلك من الارقام السابقة، حين ينفق الفرد على التدخين اكثر من الغذاء او تعليمه، او غير ذلك، وعلينا ان نتخيل رعاكم الله حال البلد بعد عشرة سنوات، حين يهرم فجأة ويتحول الى ملايين من المرضى والمتعبين.
لسنا بحاجة لحرب خارجية، فنحن أيها القوم ننتحر يوميا بشكل جماعي، بالسكري والتدخين وحوادث السير والمخدرات، الى نهاية القائمة التي يعرفها الكل في ارض الحشد والرباط.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي