أكبر من عمري وشبابي؛ أكبر من أبي وأجدادي..هي بعمر التاريخ وتبحث عن كلّ جغرافيا.. لها أيادٍ غير مرئية لكنها أيادٍ بلا حدود ولا سقوف.. لها عينان واسعتان تريان ما لا يراه الآخرون.. لها لسان يمتدّ ويمتدّ ويمتدّ إلى آخر ما بعد المدى..!
ليس لها لون.. ولكنّ لها طعم لا يتذوقه إلاّ الراسخون في العلم والراسخون في الحُلم والحِلم.. ولها رائحة أقوى من أريج البرتقال و أنفث من الجوّافة؛ ولكنّ لرائحتها عبر التاريخ مئات المحطّات والمحطّات حيث رائحة الدم كانت تغطّي على كلّ شيء؛ من أجلها وكي يظفر بها من أراد لقومه الحضارة..!
إذا جلست في مجلس كانت سيدة لها من الهيبة ما يردّ عنها الشبهات والألسنة؛ وعند حضورها تتقرفص أرجل الفُسّاد وأشباه الرجال.. وإذا تكلّمت كان لصوتها جرس ساحر ولسحرها جاذبيّة جيوش منتصرة .. حين تصل إليك تصبح عظيماً من لحظتك؛ وحين تبتعد عنك تصبح في أسفل الدرك من القيمة والقامة.. لا يمشي معها أحد إلاّ وصار بطلاً من أبطال عصره؛ وما انقطع عنها ماشٍ إلاّ وردمه التاريخ وسوّد له صفحة ذكره..!
يسعى إليها المظلومون.. ويحاربها الظالمون حيث رأوها.. لا تتباهى إلا بنفسها ولا يهمها نوع اللباس لأنها دائما تلبس الذي على الحبل و تخرج به في كل الأزقة والشوارع والبيوت..!
فهل عرفتم من هي..؟!
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي