زلة لسان وزير خارجية لبنان جبران باسيل التي وصف فيها رئيس المجلس النيابي في بلده نبيه بري بأنه
«بلطجي» !! زعزعت الأوضاع الأمنية في هذا البلد، الذي يجلس الآن فوق «كفِّ عفريت» كما يقال، والأخطر أنها اثارت النزاعات الطائفية التي كانت أدت، سابقاً ولاحقا، إلى حروب مدمرة آخرها حرب منتصف سبعينات القرن الماضي التي بقيت متواصلة بكل خرابها وآثامها إلى أن أنهاها مؤتمر الطائف الشهير بمبادرة سعودية
كريمة وخيرة .
هناك مثل أردني، وحقيقة أنه مثل قديم متداول في بلاد الشام والهلال الخصيب كلها، يقول: «لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك» وهذا في حقيقة الأمر ينطبق على كثيرين في بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يعتبر البعض أن استعراض الألسنة بالشتائم والمسبات بطولة ورجولة وأن سكوت المستهدفين دلالة «خوف وضعف» وليس تعففاً وتسامحاً وثقة بالنفس .. وتعالياً فوق ترهات يطلقها أنذال مارقون عبر شاشات فضائيات و»مواقع» منحطة ودنيئة!!.
«الحرب أولها كلام» والواضح أن إنزلاق لسان وزير خارجية لبنان جبران باسيل بهذه الغلطة البشعة والشنيعة قد يفتح ملف الحروب الطائفية مجدداً في هذا البلد الجميل، الذي لا يستحق إلا الخير، إن لم يتم تدارك الأمور بسرعة ويتعالى هذا الرجل الهادئ والطيب نبيه بري، المعروف برحابة صدره وبتسامحه والذي يتحلّى فعلاً بشيمة وأخلاق القائد الذي يغلِّبُ دائماً وأبداً القضايا الوطنية العامة على القضايا الخاصة، فوق هذه الإساءة الكبيرة .
كل الحروب الأهلية اللبنانية، من حرب ثمانينات القرن التاسع عشر إلى حرب عام 1958 إلى الحرب الأخيرة حرب منتصف سبعينات القرن الماضي، كانت بدأت بتراشق جمر الشتائم التي كانت تعتبر عابرة ومجرد هفوات صغيرة وهنا فإننا نسأل االله ألَّا يحصل كل ذلك الذي حصل سابقاً بعد إنزلاق لسان وزير الخارجية اللبنانية بهذا الخطأ الفادح وذلك إذا كان بالفعل مجرد خطأٍ وليس إيقاظاً مقصوداً لفتنة تبدو وكأنها نائمة!!
ولعل ما يعنينا في هذا المجال، مع أن لبنان الجميل يعني الأردنيين كلهم كما تعنيهم أوضاع كل قطر عربي وبخاصة الأقطار التي تعاني من أوجاع كثيرة، هو أن يدرك بعضنا.. بعض الذين يطلقون «الأعنة» لألسنتهم ويتطاولون بأكثر كثيراً مما يمكن احتماله لاستدراج مديح من هُمْ على شاكلتهم واعتقاداً بأن طريق النجومية والزعامة هو هذا الطريق الذي يرون أنه سهلاً وذلك مع أن «سهولته» سببها أنَّ صدور المستهدفين رحبةً وواسعة وأنهم يغلبون العام على الخاص وأن «الوطن أغلى ما نملك»..لكن على هؤلاء المتطاولين والشتامين أن يدركوا أن للصبر حدوداً وأنه إذا صبر وسكت المقصودون والمعنيون مباشرة فإن الشعب الأردني لن يسكت
لأنه هو المستهدف إنْ في البداية وإنْ في النهاية .
ربما أن جبران باسيل قد أرتكب زلة لسان وعلى الطريقة اللبنانية الشهيرة المعروفة لكن المشكلة عندنا أنّ الشتامين، الذين يخوضون حروباً كلامية ذخائرها المفردات القذرة عبر فضائيات رديئة وصحف صفراء ومواقع «هاملة»، يعتقدون أن السكوت عليهم مرده الخوف وليس الشهامة والترفع والحرص على هذا الوطن الذي هو الأغلى والذي يجب أن يكون استقراره وأمن شعبه فوق الجميع وفوق كل الأمور الخاصة وذلك مع أن استهداف مواقع المسؤوليات العليا ليس أموراً خاصة وأنَّ من يستهدفها يستهدف الأردنيين كلهم والوطن الأردني بأسره.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو