مابين البصلة وقشرتها

الصديق العزيز عطالله...
تحية وبعد :- ..
أشكرك على رسالتك الأخيرة , وتلك العاطفة الجياشة ...وأود أن اخبرك بأني جيد نوعا ما , ولكني لم أفهم نصائحك الأخيرة لي فيما يتعلق بالمهنة والوضع العام ..لم أفهم ماذا كنت تعني بالمثل الذي طرحته :- (يا داخل بين البصلة وقشرتها ما نابك غير ريحتها) ...علما بأنني لا أتعاطى البصل كثيرا , وأنا صدقني ليس لدي أي موقف سلبي من البصل , على العكس أنا أحترمه جدا ...وأفضله مع القلاية شرحات ...اضافة اعلان

هل يوجد رجل دخل بين البصلة وقشرتها ؟ ...أنا حقيقة لا أعرف وسألت :- وقالوا لي من المستحيل أن يحدث ذلك ...ولكني سمعت عن رجل إبتلع بصلة كاملة وهو يأكل الفول و (اتشردق) ...
على كل حال إذا كنت تقصد عدم التدخل فيما لايعنيني , فأنا لم أعد أتدخل في شيء صدقني يا عطالله أني مؤدب جدا , أمس مثلا ...ساعدت جاري في تغيير (البنشر) وحين سألني عن رفع سعر الكهرباء , إعتذرت عن الحديث لأنني شممت رائحة بصل ..ولم أرد أن ادخل بين الحكومة والنواب ...أيضا تحدثت مع محمد مصطفى وتناولنا قضايا جوهرية في حديثنا , ومتعلقة بـ (البلبوند) هل تعرف ما هو (البلبوند) ..هو مادة توضع مع الطلاء , ومحمد يقوم حاليا بطلاء منزله ...وأنا فقط أقدم نصائح متعلقه بأعمال الصيانة .
تخيل يا عطالله ؟...انا أقرأ الان كامل الرسائل التي بعث بها (الدو مورو) من معتقله أثناء إختطاف الألوية الحمراء له , واعجبتني الجملة التي كان ينهي بها الرسالة وهي :- (كل شيء باطل إذا لم يشأ المرء أن يفتح الباب )...تخيل يا عطالله أن الألوية الحمراء , كانت تمارس ما تمارسه (داعش) في الذبح والإغتيال ..لدرجة أنها أعدمت رئيس وزراء إيطاليا ....وحين وصلت الرسالة الأخيرة التي أرسلها لزوجته توقفت وتذكرت نصيحتك ( يا داخل بين البصلة وقشرتها....) خفت أن يغضب مني اصدقائي الطليان ..ويقولون لي مادخلك أنت ؟
حتى على الفيس بوك , طرح أصدقائي أول أمس قضية , مهمة للنقاش تتعلق بإعتصام ما وطلبوا مني أن أدلو بدلوي وأنا علقت على الموضوع وكتبت (كومنت) قلت فيه :- (اللهم عطر فمي بالقران وطهر قلبي بالصلاة ) ...تذكرت نصيحتك :- (ياداخل بين البصلة وقشرتها..) أنا اصلا مهذب ولا أتدخل فيما لايعنيني ...
أخي عطالله ...
اقدر نصائحك عاليا , .....ولن أشتري بصلا بعد اليوم , صرت أخاف من النفس الأمارة بالسوء ...أخاف من مراودتها وبالتالي أدخل ذات يوم بين بصلة وقشرتها , والنتيجة أن أتعرض ..للفرم , أقصد أن تطالني الرائحة