جسدي أرضٌ تشبه الوطن العربي ..متعبٌ أنا ..يدي تشكو من يدي ..و قدمي تركلُ قدمي ..و عيني اليمنى تفارق عيني اليسرى بالحَوَل ..وأذني تلك تسمعُ غير ما تسمعه أذني الأخرى ..تعبتُ فيّ وأنا منّي ..تعبتُ ولا يهدأُ جسدي ولا يأخذُ استراحةً من كل هذا التعب..!!
ولكنّ لي قلباً واحدًا ..هذا القلبُ يضيع في كلّي ..يتناحر في كلّ ما يخصني ..يميلُ إلى كل عضوٍ فيّ..يتيه مع كل ما له علاقة حثيثة بي ..لذا فأنا أحاول قدر الاستطاعة الضغط على قلبي لكي لا (تفرط) مسنناته ..كي يبقى نابضاً يحوم حول أعضائه بالبكاء ..يلوم هذا و يستصرخ هذا و يركب الأحلام مع هذا ..!
إنه قلبي يا سادة ..قلبي الذي كلّما حاول أن (يكنّ) قامت إليه ثائرات الليل و أسكرنه بجراح جسده ..! الذي كلّما نادى على من يصل إليهم دمه تراخوا عنه و ألّبوا عليه أجساداً أخرى ..
ومع القلب؛ يتأرجح الرأس الذي يتفشخر وهو فوق جسدي..وكثيراً ما أرسل الرأس إلى القلب رسائل يطلب منه فيها عدم بثّ المشاعر في باقي الأعضاء ..لكنّ القلب صامد و الرأس ما زال يؤجّر طوابقه المليون لمليون دخيل يعبثون بأفكاره و يعطون له الأوامر ..!
هذا الذي يحدثُ فيّ ..و الذي لا أفهمه ولا أدركه ..أريدُ لجسدي أن يتآلف مع جسدي ..أريد لكلّي أن يحترم كلّي ..أريد أن ألبس هنداماً فوق جسدي كلّه و أسير بكاملي بين الأمم..!