يقول زياد الرحباني (ابن السيدة فيروز طبعا)، باللهجة اللبنانية وبما معناه:
- ما عاد بدّي أغيّر هالبلد.... أنا بس ما بدّي هالبلد تغيّرني!.
عندما تذكرت عبارة زياد الحزينة هذه، عادت مخيلتي الى عبارة الصوفي الكبير جلال الدين الرومي، لكني هنا وجدت فيها ألقا آخر لمّا التقت مع ما قاله الرحباني زياد.
أذكركم بعبارة الرومي التي تقول:
- «بالأمس كنت ذكيا، فأردت أن أغيّر العالم. اليوم أنا حكيم، لذلك سأغير نفسي».
بين زياد رحباني الذي لا يريد أن يغيره العالم، وجلال الدين الرومي الذي تضاءلت طموحاته إلى محاولة تغيير نفسه فقط...بين هذا وذاك-رغم فارق القرون بينهما-نقبع نحن العرب العاربة والمستعربة والمستغربة. دون أن نستطيع تحديد ما نريد، ودون أن ندرك مدى التغيير الذي يفعله (العالم) بنا.... وربما دون ان نحاول تغيير أنفسنا فقط لا غير.
ببساطة، بالتأكيد هنالك أيد خفية وأصابع زينب تتلاعبان بنا، لكن هذه طبيعة العالم منذ هبط الإنسان عن الأشجار، وسكن الأرض وأسس مجتمعاته الأولى، منذ ذلك الزمان السحيق، والأقوى يحاول أن يحقق هيمنته وتسلطه ويفرض شروطه بكل الوسائل المتاحة.