بعد عام ونصف العام ، عادت رائحة « البخور « إلى حارتنا ، يصاحبها دُخان يوزّع الفرح ف ارجاء المكان ، مُعلناً وصول الحاجة « ام سعيد « من دولة الامارات...
وهذا بحد ذاته « علامة « محبة لكل او أغلب صديقات « ام سعيد « ممن اعتدنَ على جلساتها وحكاياتها الجميلة. عام ونصف .. مدة طويلة ، نسبيّاً ، وهي فترة غياب فرضتها ظروف « جائحة كورونا « في العالم... مما أبعد الناس عن بعضهم ، فكيف اذا كان هؤلاء خارج البلد نفسه.
المهم ان الله شاء ان يجمع الاحبة ب « ام سعيد « التي عادت لتجمَع « نساء حارتنا « في شقّتها ذات الموقع « الاستراتيجي « . ثمّة احترام ومودة تجمعني وعائلتي بالسيدة « ام سعيد « .. فهي دائما ما تبعث لي « السلامات « عبر « الوسطاء « من جيران و « حارس العمارة « الامين « رضا « ، حافظ اسرار ومواعيد الجارات مع الحاجة ام سعيد. بالنسبة لي ، يكفيني أن أرى الابتسامة على مُحيّا ووجوه القادمات الى حيث تطلّ « المبخرة « على فضاء حارتنا. يكفيني وجود « البخّور « في اي مكان ، وتحديدا في حارتنا ، لأنه « البخور « يطرد الشياطين « كما يقولون... وكم نحن في هذا العالم بحاجة لأمثال الحاجة ام سعيد
التي تجمع الناس حولها والاهم ان « البخور « الذي تأتي به يقوم بمهمة جليلة وهي « طرد الشياطين « .. وما اكثرهم.