الأربعاء، 21-09-2022
04:11 م
يعتقد كثيرون أنّ من مهمات الكاتب اليومي إيجاد الحلول لمشاكل الناس اليومية ..الشخصيّة منها والعامّة ..! حتى أن تعليقات تخرج بين الفينة والأخرى تريد دفعك للحائط مثل : ما فائدة كتاباتك ؟ الناس شبعانة حكي ..وهكذا دواليك ..
لكل كاتب يومي بناء استراتيجي يمشي عليه ..ان تلاعب فيه بقصد او بغير قصد ، تغيّر الكاتب نفسه وصار (واحداً ثانياً) ..فلا يستطيع مثلاً كاتبٌ يومي مثلي أن يتحوّل إلى (كاتب استدعايات) ..يعرض كلّ يوم مشكلة لشخص ؛ ولكني استطيع أن أفعلها كل ثلاثة أشهر مرّة ؛ كي لا يتأثر الخطّ العام لكتابتي وأصبح مختصّاً بالذين لا يريدون قرضاً من البنك أو الذين لا يملكون دفع أجرة المنزل أو بالذين يريدون أن ترفع لهم وزارة التنمية الاجتماعية اعطياتها ..أو للباحثين عن وظيفة على أبواب ديوان الخدمة المدنية وفي اعتقادهم أن (الواسطة) هي القانون الوحيد الماشي في البلد ..!
الكتابة عندي تجليات ..مختلطة بالناس ..عجينها هو الناس بلا تحديد و خميرتها هي الناس بلا صور شخصية ..لذا انحاز للكتابة عن نفسي لأن ما يحدث معي يحدث مع غالبية الناس ..!
لا استطيع أن أحوّل زاويتي اليومية إلى مناشدات يومية للمسؤولين من أصحاب الدولة و المعالي و العطوفة و السعادة ..لأن هذا ليس مجالي ..وإن كان هناك كثير من الزملاء يستمتعون بهذا المجال و نحن نصفّق لهم لأنهم يفكّون ضنك كثير من الناس ..!
مقالتي هي آخر ما استجد من أنفاسي اللاهثة ..سواءً لغة محكية أو أدباً رفيعاً ..أو سياسية بامتياز أو غاضبة تبشّر بالثورة ..أو محبطةً تقول عن واقع الناس ما لا يستطيعون قوله ..!
أنا لا أملك حلولاً لأحد ..أصلاً أنا فاشل باعطاء الحلول ..وفاشل أكثر في حلّ مشاكلي الشخصية ..وفاقد الشيء لا يعطيه ..!