خلال اجتماع جلالة الملك عبدالله الثاني مع رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية ونائب رئيس المجلس القضائي، بحضور رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب. اكد جلالته على اجراء الانتخابات النيابية والتي تمثل استحقاقا دستوريا في صيف هذا العام، مع ضرورة تحفيز الجميع للمشاركة في العملية السياسية وخصوصا الشباب.
في ظل كثرة القيل والقال والشد والجزر والتكهن ووضع السيناريوهات حسم جلالته الامر , منهيا بذلك جدلا عجت به الصالونات السياسية والنيابية , بل وربما تجاوزتها الى الشارع الاردني برمته كبيره وصفيره ذكره ونثاه (فكلنا اصبحنا سياسيين ومنظريين ), هذا الحسم يقودنا بالتالي الى التكهن بصورة ما سيؤول له الوضع والساحة الاردنية في قادم الايام , مع الاخذ بعين الاعتبار المستجدات التي ستحدث , وما هو المطلوب من الاردنيين كافة, بغض النظر عن مواقعهم وميولهم السياسية وغيرها من امور .
اذن نحن مقبلون على استحقاق دستوري وعلى انتخابات نيابية صيف هذا العام (وما ادراك ما هي انتخاباتنا ) (شراء ذمم , مال اسود , الخ ) اذن لا تمديد ولا حل لمجلس النواب قبل اوانه ولا الى غير ذلك من سيناريوهات وضعت وتم توقعها, فجلالته يعي تماما كما هم الاردييون كافة بان الاردنيين لم يعد لديهم الثقة لا بالحكومات ولا بالنواب .
هنا لو تجولنا في مساحة صغيرة واخذنا عينة من المجتمع الاردني ممن يحيطون بكل واحد فينا سواء في دائرته الانتخابية ام ضمن العائلة والعشيرة الواحدة ام فيما بين زملاء العمل , لاستطعنا الخروج بنتائج لا تحتاج الى توزيع استبانة وتحليلها والخروج بنتائج , فالامر جلي وواضح , بضعة اسئلة نوجهها هل ستشارك في الانتخابات القادمة ؟ وما هو المطلوب من النائب الذي ستنتخبه ؟ ربما لا استطيع المضي نحو طرح المزيد من الاسئلة , ولتأتي الاجابة .
لماذا اشارك ,قانون الانتخاب يحتاج الى تغيير , ليس لدي ثقة بالمجلس القادم الذي سيفضي في نهاية المطاف الى نفس الاسماء مع تغيير بسيط , وغيرها من اجابات تختصر المشهد ومعطياته (بلا ثقة ).
فاكثر من ثلثي اعضاء مجلس النواب القادم سيتماعادتهم (فاكثرهم كما يعتقد الشارع الاردني تعين ,واخرون من اصحاب التعهدات ,والمال الاسود اضافة الى النواب الصامتون الذين لم نسمع لهم صوت (حسب تقرير راصد 55 نائب من اصل 130 لم يتقدموا باي استجواب , و63 تغيبوا عن العديد من الجلسات بعضهم فاق الثلاثين وربما اكثر من عدد الجلسات ).قانون الصوت الواحد يحتاج الى تغيير ,,,,,الخ
هنا ومع تجاوز الاسطر اعلاها أأمل كغيري من الاردنيين ان ياتي التغيير وان نشارك لنفرز بالمجمل مجلس نواب قوي يمثل الشعب خير تمثيل , مجلس نواب قادر فعلا على تجديد الحياة السياسية الاردنية, وضخ اسماء ودماء جديدة تحت قبة البرلمان (عرين الديمقراطية الاردنية ) برلمان من شانه اعادة الثقة لدينا برجالات دولة تخاف على الوطن وتعمل على اعادة بناء الوطن من جديد وفق ارادة الناخب , الذي ان حكم عقله وضميرة سيقود الى ايجاد برلمان قوي يمثلنا نحن الاردنيين , ويقوم بواجباته في مراقبة الحكومات , ويقف امام اخطائها ويقدم استجوابات , مجلس يحاسب المقصر ويشد على يد المنجز ,لكن قبل هذا وذاك يتوجب ان تتم الانتخابات بشكل شفاف بدون تدخل من احد ايا كان , انتخابات نزيهة تفرز مجلس نواب صحيح بكافة المقاييس , نواب وطن لا دوائر متسلحين بالعلم والخبرة والمعرفة , لا نواب خدمات .
يتوجب علينا كمواطنيين المشاركة الفاعلة والقوية بالانتخابات القادمة وهذا من واجبات الوطن علينا , وفي ذات الوقت لا يتوجب تجاوز دور الشباب في هذا المجال خاصة وانهم يمثلون 67% من المجتمع الاردني, هل سيكونوا قادرين على احداث التغيير المنشود من خلال مشاركتهم الفاعلة والمؤثرة؟؟. هل سيستطيعون من خلال مشاركتهم افراز مجلس نواب جديد بكل ما تحمل الكلمة من معنى , جديد باسمائهم , بشخوصهم, بثقافاتهم , وبتعليمهم , بكفائتهم , برؤاهم لمستقبل الدولة ومواطنيها , معطيات تقود في نهاية المطاف الى الارتقاء بمستوى الدولة , واعادة بنائها من جديد على اسس سليمة تحل مشكلات المجتمع وخاصة الشباب منهم بناة الغد في الحد من مستويات الفقر والبطالة التي استشرت في مجتمعنا ؟ لا يجب التهاون في هذا الامر لان التقاعس ومقاطعة الانتخابات سيقود الى مجلس نواب هزيل , ضعيف, , مقصر في حقنا وحق الوطن , نوابه همهم انفسهم وتسيير شوؤنهم , غير ابهين بنا , فهم من اشترونا باموالهم وما دام كذلك فحقهم ادارت وجوههم عنا وضرب مطالبنا بعرض الحائط (هيك مضبطة بدها هيك ختم ).فاي تقصير منهم بحق الوطن نحن شركاء فيه وكل تقصير من جانبهم نحن السبب به .
لنخرج من دائرة التقاليد (هذا لا يعني ان ابن عائلتي لا يصلح فان كان كذلك لما لا ولكن وفق اسس سليمة ), لنعبر تعبير حقيقي عن ارادتنا الحقيقية ونستعيد الثقة بكافة مؤسساتنا الوطنية ومنها البرلمان فكونها اساس صلب معبر عن ارادة الدولة .فصوتي يحدد شكل السلطات في الدولة. الكرة في ملعبنا لنضع الوطن ومنجزاته ومصيره , في الوجدان ولنجعل من انفسنا البداية لمرحلة جديدة يميزها الانجاز والخوف على الوطن .هذا من جانب ومن جانب اخر ليبحث اصحاب القرار عن وجوه جديدة واسماء جديدة فالاردن لا يختزل صانعوا القرار فيه باسماء عائلات كانت وما زالت متكررة ولمسنا ما انجزوه للوطن ليصل بفضلهم الى ما وصل اليه .