المطر والنساء
هذا الجو يولّد الدهشة ..يولّد الشعر ..يأخذك إلى روحك ..ينزع عنك غطاءك رغم البرد ..! المطر عند الكثيرين شعور بالنقص ..طلباً للكاز ..وعند آخرين هو الملهم و هو أيضا يتصرف بفوقيّة ..!
المطر ليس طيباً و عفوياً ..بل هو يقبل الرشوة الجميلة ..يقبلها من أجل العشاق ..من أجل أن يدفع المقبلين للحياة أن يضاعفوا حنينهم للدفء ..حنينهم للاقتحام ..!
المطر .. لامرأة تنظر للرذاذ ..علّ مع حباته يأتي عطر رجل هو حبيبها الذي لا تعرفه ..أو لعلها تصطدم بصندوق ذكرياتها أيام الوحل الجميل في زقاق حارتها ..!
المطر ..لرجل اكتمل الارتباك فيه ..فراح يصنع من البرق والرعد لعبته الطفوليه ..علّه يتشابك مع يدي حبيبته التي ابتعدت يوم أمسك أهلها برسالته التي بللها المطر و بللتها دماء وجهها حين ضربها الأخ الأكبر ..!
المطر مجنون ..مجنون عالي الحس ..مجنون باتفاق كامل مع السماء لكي ترسل لمن يحب مساحات شاسعة من الركض و الجريان و الالتفات الى كل شيء يابس أو ناشف ..!
انه المطر.. وليس سواه الذي يلعب في الاتزان ..و يعبث في قواعد العقل ..ويحول الشيخ إلى صبيّ يركض تحته ولا يلوي على شيء سوى التشابه بين لون حبات المطر و لون الشعر الذي شاخ..!
انه المطر ..
فلا يسرق أحد مني مطري ..إلا النساء الراسخات في المطر ..لأنهن – حتما – سيحجزن لي مكاناً تحته ..!
