هناك مقولة دائما ما يرددها صديقي وجاري سميح محادين كلما حاولنا المقارنة بين الناس عندنا والكائنات اللي في الغرب .. فيقول :
لا تقارنا بحدا
الناس عندنا ما بتقرا ورق.
يقصد السعي وراء المعرفة والفهم والتغيير.
ويوم « الجمعة «.. يعني منذ ثلاثة أيام ، أخذني صديقي « مغفورا « إلى « ابو عليا « / طبربور ، لزيارة الدكتور مروان العلاّن...
قلت له : بدّي اصلّي الجمعة ..
قال : تعال .. بتصلّي هناك .. في مسجد عند بين « مروان «.
كنتُ ارتدي « الدشداشة « التي عادة ما ارتديها حين اذهب الى الجامع.. و واصطحبتُ معي» سجّادة» الصلاة وطبعا وضعتُ « الكمّامة «.. حسب التعليمات.
وصلنا المكان مع أذان الظهر..
أشار صديقي محادين إلى بيت « مروان « وقال .. هاي المسجد قريب .. بتخلّص وبتيجي.
لم أكن أعرف الحارة ، وسرتُ مع المتجهين إلى المسجد.
كان ثمة إشارات الوقوف المصلين بحيث يكون هناك مسافة بين كل شخص واخر.. كما هي تعليمات «الأوقاف « .
انهيت أداء ركعتي» تحية المسجد «.. وجلستُ ملتزما بالاشارات.
بدأ توافد الناس وامتلأ المسجد مع صعود الإمام إلى المنبر.
فوجئتُ بفوضى القادمين .. بعضهم وصل مع « نهاية خطبة الجمعة».. وأخذ يزاحم المُصلّين ويلتصق بهم .. ضاربا بعرض الحائط مبدأ « التباعد الجسدي « وترك مسافة بين كل شخص واخر.
حاولتُ تنبيه أكثر من (عَشر ) اشخاص.. وتداركتُ الامر وقلت « يا ولد ما انت غريب عن المنطقة .. وضيف ليلة ما بيربّي عيلة.
كما يقول المثل
جاء شخص يرتدي « بنطلون قصير يادوب واصل للرّكبة « وجلس بجانبي وشعرتُ أنني اختنق لضخامة جسمه.
وكمان مش لا بس « كمّامة « والله أعلم شو ميكل قبل ما ييجي.
رجل آخر.. عجوز يا دوب شايف قدّامه يقوده ابنه في مكان ضيّق تماما ووقف يبحث له عن موطئ قدَم.
ومع انتصاف خطبة الجمعة.. رايتُ بعض المصلين قد غادروا المسجد لعدم وجود مكان لهم بعد أن جاءوا « متأخرين « وهؤلاء يطبّقون المثل القائل « برَكة يا جامع «.
أثناء الصلاة الأخيرة.. طلب الرجل الواقف إلى جانبي من جاره ان يقترب منه أكثر.
قلتُ له : تباعدوا ولا تتلاصقوا في « كورونا «
طبعا ما عبّرني..ولا ردّ عليّ.
انتهت الصلاة وافلتُ بجلدي.. وعدتُ احكي للصديقين مروان وسميح ما حدث معي بالمسجد.
رد عليّ سميح :
مش قلتلّك الناس عندنا ما بيقروا ورق ؟
وعلى الفور جاءني « مروان ابن العلاّن « بفنجان « قهوة / اسبرسّو» .. مضغوطة.. احتمال عشان.. انسى