الأحد، 28-07-2019
04:01 م
صدّقوني لسنا شعباً نكدياً ولا يعجبه العجب، ولا «واقف ع الدقرة»، ولا أعداء الفرح كما وصفنا مسؤول، ولا نحن «مستكثرين» على المتفوّقين العلامات العالية، ولا نحن «ذباب اليكتروني» كما وصفنا مسؤول في وزارة التربية.. من يريد أن يقيّم المسيرة التربوية يجب عليه أن يتخلّص من عقلية «مستكثرين» و«أعداء الفرح».. وعقلية «تحمّدوا الله انه في علامات عالية».. نحن هنا نسأل عن التعليم الأردني هذا المفخرة الوطنية التي بقيت «علامة جودة» في الوطن العربي لأكثر من سبعين سنة إلى أين؟ وما مصيرها؟ وهل التحقنا بركب «الهيل بلا كيل»؟؟..
لم نستيقظ بعد من «ضربة» إلغاء الكويت وقطر اعتماد أكثر من 15 جامعة أردنية لتردّي التعليم فيها والتساهل في منح الشهادات لأبناء هاتين الدولتين الشقيقتين.. حتى «عورناها" عندما أفرزنا أكثر من 10500 طالب حاصلين على علامة «90» فما فوق.. ولأول مرة بتاريخ التعليم الأردني يحصل طالب على 100% وهي القشّة التي لم تقصم ظهر البعير فقط وإنما أناخته تماماً.. وهنا لا نقلل من تفوّق الطالب على العكس هو متفوّق ومتفوّق جدا.. ولا نحسد الطلاّب «جماعة التسعينات» على علاماتهم.. لقد وصلنا من العمر لا نحسد أحداً الا الأموات على راحتهم الأبدية.. كل ما نقوم به هو التشخيص الدقيق والصادق مع أنفسنا..
بالتأكيد لم يقترف الطالب ذنباً عندما حصل على 100%.. ولا نلوم جيش طلاب الــ«90» فما فوق.. لكن نلوم من وضع نظام الامتحان والتصحيح الذي جعل النتائج «شوربة عدس»..
نظرياً وعملياً لا يوجد علامة كاملة.. ولا حتى 99.9% الا في الأجوبة العلمية القطعية.. فلو افترضنا أنه أجاب على جميع الأسئلة الرياضية والفيزيائية والكيمائية إجابات نموذجية لا تحتمل الخطأ بأي رقم أو حرف.. ماذا عن سؤال «التعبير" في اللغتين العربية والانجليزية؟ لا يمكن لأحد في العالم أن يحرز العلامة كاملة ولا حتى 9/10.. فالتعبير أو الإنشاء موضوع نسبي تذوقي لا يمكن أن يصل إلى الكمال.. ولو كان الطالب شاعراً أو أديباً أو روائياً متمرّساً لن يُحكم الكتابة بمثالية عالية وتحديداً في جو الامتحان.. ولنفترض أنه فعلها.. ماذا عن علامات الترقيم والقواعد.. «عليّ الجيرة حط أبو أسود الدؤلي بالامتحان رح ينعجق».. فكيف حصل الطلاب على علامة 10/10 في التعبير، الا إذا كان التصحيح ونظام العلامات «خندريسة"..
الخلاصة، لا نريد الا أن تكون العلامات حقيقية ومستوى طلاّبنا واقعيا.. هؤلاء من سيستلم مفاصل الوطن بعد حين.. وأعتقد أن الوطن «مش ناقصه وجع مفاصل»!!..
لو انقلبت حافلة طلاّب لا سمح الله.. لطالبنا جميعاً باستقالة وزير التربية والتعليم فورا.. أما أن تنقلب حافلة التوجيهي كلها رأساً عل عقب.. فهذا أمر عادي وتطور طبيعي ومهاجموه مجرد ذباب اليكتروني!
والله تخّنتوها