أولا وثانيا وعاشر ومليارا، انا منحاز كليا الى الدستور بكل فواصله ومواده واقانيمه: العرش الهاشمي، الملك، ولي العهد، المؤسسات، الأمن، الاستقرار والاستمرار.
وانا من المؤمنين بالله وبقوة بلادي الأردن وصلابتها وقدرتها الواضحة والمستترة التي اعرفها. ومن المؤمنين برشد شعبنا الحبيب وحرصه على الدستور واقانيمه كلها. ومن الداعين الى الإصلاح الجدي العميق الذي امنت به بكل جوارحي مما دفع مدير المخابرات آنذاك الى اتهامي بمحاباة الاخوان المسلمين والمعارضة واتهامي بالإقليمية (!!) رغم انني ارى الاقليمية والجهوية والطائفية والمذهبية خطرا على بلادي. ورغم انني كنت وما زلت في طليعة صفوف حراس الوحدة الوطنية. وقد أدى ذلك الدس الى اخراجي بالتعديل من الحكومة في تشرين الثاني سنة 2004. ندخل المئوية الثانية ونسأل الله ان يمد ملكنا الحبيب بالمزيد من العزم والقوة لمواجهة التحديات. ونحن نشكر الله الواحد القهار على لطفه الدائم بنا الممتد الموصول من عهد الملك الحسين رضوان الله عليه، الى عهد بِكرِه وحامل اسمه ووارث مُلكِه الملك عبدالله الثاني. واخص بالشكر صناديد اجهزتنا الأمنية، سيفنا البتار الذين حمونا من الفتنة والأشرار. اجهزتنا الأمنية، التي من الغباء والغفلة اللعب معها او حتى الاقتراب من نارها ولهيبها. شكرا للقادة الكبار، ابناء شعبنا العظيم، نقى عين سيدنا وموضع ثقته وثقتنا ومعقد اطمئناننا: يوسف باشا الحنيطي فائق الأدب والخلق. احمد باشا حسني الأمين رفيع التهذيب.
حسين باشا الحواتمة الراقي القوي الحكيم. نحن على ثقة كاملة بأن الملك سيطلق قريبا، ميكانزمات الإصلاح الضروري وفق حاجاتنا لا وفق اجندة جماعة «زقزق رقص» المبتزين دالقي السواد على وجه الوطن. اليس من ثمن فادح، سياسي ومالي واقتصادي وتشويه لمواقف الملك والاردن ؟! اليس من الوطنية والقومية ان ندعم الملك الذي نادى باعلى وضوح: كلا على القدس. كلا على التوطين.
كلا على الوطن البديل. الملك الذي واجه مع الفلسطينيين الطاغية ترامب وحليفه نتنياهو واليمين الصهيوني واللوبيات المالية والاعلامية واذنابهم الذين يردحون مستغفلين الأميين والسطحيين والعيال والجهال واشباه المثقفين الذين يتابعون ويعيدون نشر الفشر والشتائم والتلفيق والرغاء والهراء. انا، بدون حلف ايمان، من الداعين بشدة الى مكافحة الفساد. وقد تم تسقيطي في انتخابات 2013 لأنني واجهت من كان رأس الفساد وبطرونه. ولذلك ساظل غارقا في هوى وغرام ونهج ودباديب الشهيد وصفي التل يرحمه الله ويحسن اليه. ولي ملاحظة ارجو ان تكون موضع بحث وهي:
مادام ان شعبنا كله يطالب بمكافحة الفساد فإنه بذلك يرفض الصيغة النمطية الراهنة في مكافحة الفساد ويعلن عجزها عن طمأنة الناس الى كفاية وقدرة ما هو متبع ومعتمد لمكافحة الفساد !! وكما تم في اصلاح مرفق القضاء فيجب عقد ملتقى متخصص لاصلاح مرفق مكافحة الفساد وتطويره وإخراجه من نمطيته الراهنة. عندما اغلقوا ديوان المظالم في خريف سنة 1982 كتبت مقالة في مجلة الأفق كان عنوانها: «عمّ العدلُ فأغلقوا ديوانَ المظالم». كل عام وسيدنا وولي عهدنا بخير. كل مئوية وشعبنا ومملكتنا اقوى واصلب .