الأربعاء، 13-05-2020
02:46 م
عندما التقيتُ الفنانة الرّاحلة سناء جميل في (بور سعيد ) بداية الثمانينات ، ذكّرتُها بدورها في فيلم « فداكِ يا فلسطين « الذي صورت بعض مشاهده في المدينة التي كنتُ اسكنها « الرصيفة «.
حيث قامت بدور « ام محمود « الفلسطينية وهي ام لثلاثة أبناء يعيشون حياة هادئة ويعملون في زراعة الأرض .
يتعرضون لاعتداء من جيش الاحتلال الإسرائيلي ويقوم جارهم « ابو خالد «- عاشت الاسامي- ، لاصطياد خمسة من جنود الاحتلال ويختبىء في بيت « ام محمود «.
وتقتل قوات الاحتلال أبناءها وفي مشهد درامي مؤثّر يجتمع الاولاد (وقد كنتُ واحدا منهم ) حول « ام الشهداء « في نهاية الفيلم وتقول كلمتها الشهيرة « كلهم اولادي «.
تم تصوير المشهد في منطقة « البساتين « المجاور ل « السّيل «. وقد اخرج الفيلم اللبناني أنطوان ريمي.وشارك ببطولته عدد من الفنانين الاردنيين منهم جميل عواد ومحمود ابو غريب والفنان محمود سعيد.
يومها قالت لي الفنانة سناء جميل « ده انت كنت وقتها عيّل «.
الفيلم الثاني الذي حضرتُ تصوير بعض مَشاهده في « الرصيفة « وكان عمري حوالي عشر سنوات ، فكان بعنوان « الفلسطيني الثائر « بطولة الفنان غسّان مطر والنجمة اللبنانية جمال سركيس ذات الشعر الاشقر.
كنتُ العب مع اولاد الحارة عندما أخبرنا أحدهم ان « جنود الاحتلال يضربون امرأة فلسطينية جميلة « .
طبعا كنا « عيال « لم نستوعب الأمر و هجمنا على الجنود لننقذ المرأة .. لكننا اكتشفنا أن ذلك مشهد من فيلم .. وطلبوا منا ان نتفرّج فقط.
وفجأة يأتي البطل « الفنان الراحل غسان مطر ويهجم على الجنود الإسرائيليين وينقذ المرأة من بين ايديهم ويهرب نحو منطقة « الفوسفات « و « البساتين «.
الفيلم كان للمخرج رضا ميسر ... وعندما التقيتُ الفنان غسان مطر في عمّان أواخر الثمانينات وكان يشارك في مسرحية « واقدساه « إنتاج اتحاد الفنانين العرب وقد عُرضت المسرحية بالمركز الثقافي الملكي بحضور ومشاركة النجم الكبير محمود ياسين .. شفاه الله..تذكرنا الفيلم...
كان وكان أيام زمان يتم إنتاج افلام واعمال تتحدث عن فلسطين والاحتلال الإسرائيلي..
والان ...
يحدث العكس
وكأنه « ممنوع « تقديم أعمال تلفزيونية على الشاشات العربية تتناول القضية الفلسطينية.. بل إن البعض « وبعض الظن اثم «.. يجري وراء أعمال « ضدّ « الشعب الفلسطيني.
والله ...
هزُلَت .....!