الأحد، 17-10-2021
03:40 م
أخطر المجرمين من يفعل جريمته باعتبارها مهنة يجيدها، حيث يمكن للجائع المشرف على الموت (إن ضاعت مروءته)، يمكنه أن يسرق طعامه ليبقى على قيد الحياة، لكن أن يكون ثريا ليس بحاجة، ويقوم بالسرقة، فهو مجرم.. لعن الله كل مجرم أفاق.
وأقول إن أخطر انواع الوحوش هو الذي يفتك ويجرح ويقتل دونما جوع، أو تهديد لحياته، وقد عرفنا عن نبل الأسد، الذي قيل لنا بأنه لا يتعرض لأي حيوان أو فريسة، سوى إن كان جائعا (هو وعيلته طبعا، فالأسد يعيش ضمت عائلة، ولا يكون وحيدا الا إن كان شريدا طريدا، هكذا قالوا لنا وربما هم استغلوا بأننا لا نعيش مع أو بين الأسود، سوى في الشعر والغناني)..
أما القول (لا يجوع الذيب ولا تفنى الغنم)، فهو أصبح نظرية في التسويق لزيت الزيتون.
تتعالى أصوات تطالب بتخفيض سعر زيت الزيتون، وأخرى تطالب برفعه، وأصوات ثالثة موضوعية، تنادي بعدم فناء الغنم وإطعام الذئاب حاجتها، ولم نعلم بل إنني أعتبر مهربي الزيت أيضا من ضمن الذئاب، والغشاشين كذلك، وبعض التجار الذين يحتكرونه أو يحتكرون سلعا غيره، هم ذئاب لا أسود.
بعض دول الجوار لديها ثروة كبيرة من أشجار الزيتون، ونتيجة لظروف سياسية نعرفها، لا تنجح تلك الدول بتسويق محصولها من زيت الزيتون، ويوجد عندها زيت عمره سنوات، يقومون ببيعه لذئابنا أو تهريبه، ليبيعوه بدورهم بسعر يساوي سعر (زيت القلي النباتي)، والناس ليسوا خبراء في الزيت، فتنطلي عليهم الخدعة، بأنه زيت اردني من انتاج هذا العام، او حتى زيت سوري أو غيره، وهذه دعاية تنطلي على الغشيمين، ويستخدمها ذئاب دورهم وهمهم محصور بالخراب، لا يهمهم لا زيت ولا زيتون ولا وطن ولا مواطن ولا زراعة أو مزارع، يهرفون ويناضلون بالحديث والإشاعة والتشكيك، ويدمرون أي نوع من الثقة، بأي جهة أو موضوع أو حتى مبدأ أو قناعة.. يسوقون رواية الذئاب بلا مقابل، كأي مجرم يسرق وهو ليس بحاجة أو واقع في تهديد أمني على حياته، أي لا مروءة ولا قيمة فضلى سوى الرغبة في التدمير لا غير.
تكلفة عبوة (تنكة) الزيت التي سعتها 16 لترا، بين 50 الى 60 دينارا، فبعض الزيتون تحتاج منه 100 كغم، للحصول على 16 لتر زيت، وبعضه تحتاج منه 80 كغم للحصول على الكمية ذاتها من الزيت، وأجرة قطاف 8 كيلو زيتون من الشجر تبلغ دينارا، وتكاليف العمليات الزراعية واجرة المعصرة تضاف على القيمة، لندفع أكثر من 50 دينارا للحصول على تنكة زيت زيتون من شجرنا..
ثم يأتيك من يجهل كل هذه المعلومات، ويطالب المزارع أن يبيع تنكة زيت الزيتون بسعر التكلفة أو أقل، رغم أن نقابة أصحاب معاصر الزيتون وباتفاقات معروفة مع المؤسسات الرسمية وغيرها، قررت بيع تنكة الزيت بسعر 65 دينار للموظفين، بسعر الكاش، وحوالي 80 دينار بالتقسيط، وهنا نلاحظ مبدأ ما يجوع الذيب، لأنني ومنذ سنوات لم أشتر زيتا بأقل من 100 دينار للعبوة..
أبشركو: سوف أهريكو مقالات عن الزراعة بما أن الأمن مستتب، والأمور عال.