على «كوربة» غير مكشوفة التقت امرأة مزارعة تركب عربة يقودها بغل بفلاح يقود تراكتور زراعي، فصرت المرأة الفلاحة بصوت عال ليسمعه سائق الجرار:
-كلب! فاعتقد الفلاح بأن المرأة تشتمه، فنظر اليها وقال بصوت أعلى من هدير الجرار: -بقرة! وما هي لحظات ويدهس الجرار كلبا، ومن شدة المفاجأة ينقلب على جانبه. لا تضحكوا ولا على بالكم، نحن جميعنا وفي الكثير من مراحل حيواتنا البائسة،ننحشر غالبا بين البقرة والكلب على منعطف خطر. -المرأة تريد تحذيرنا حتى لا ندهس الكلب.
-ونحن نعتقد أنها تشتمنا فنرد لها «الشتيمة» بأكبر منها. فتنقلب بنا موازين الحياة نتيجة سوء التقدير، وربما أيضا نتيجة سوء طريقة التبليغ من المرأة. على كل لسنا هنا في سياق تبادل الاتهامات ولا توزيع درجة المسؤولية عن سوء حالنا وانقلابنا على جوانب شارع الحياة، مثل تراكتور الفلاح. هنا أتقمص لغة حكيم ما لا يصدقه أحد، ولا حتى هو(الحكيم) ينساق وراء حكمته ويمشي على غرارها في مناحي الحياة. على كل لا تصدقوني من أجل أنفسكم، صدقوني من أجل الكلب على الأقل. هذا ما لازم عرفناكم، ودمتم سالمين.