الإثنين، 25-01-2021
04:54 م
«فخامة الاسم تكفي» .. أتذكر أوّل مرّة انطست عيوني بهذه العبارة ؛ كدتُ أقلب (من علٍ) من شدة الضحك..كنتُ أعتقد أنها عبارة (مارقة) لشخص جاهل قالها نكايةً بأحد كي يشعره بالمغص..!
كم كنتُ مخطئاً ..فعبارة (فخامة الاسم تكفي) ليست عبارةً فردية؛ بل ثقافة مجتمع و أسلوب حياة و طريقة عيش ..لذا ايقنتُ أن الهزيمة باقيةٌ و تتمدد أيضاً ..!
فخامة الاسم تكفي ؛ يتبعها طخطخة ؛ والله حيّك ؛ لحّد و أنا أخو فلانة ..! أينما ولّيتَ وجهك في مواقع التواصل تتزحلق عند الذين لا يرون الحياة إلا (فخامة اسم) فقط..وإن العيش بين البشر محكوم بالاعتراف بغزوات تلك العشيرة على عشيرة أضعف أو بالاعتراف بأن هذا الشخص الذي يضع هذه العبارة عنواناً هو أعلى قيمة منك مكانةً و واسطةً..!
حاولتُ بجولة سريعة أن أرصد (أصحاب الفخامة) هؤلاء..فوجدتُ أغلبهم فاشلين دراسياً ..صفحاتهم على الفيس مليئة بصور البنات وصور الكلاشنات وصور النظارات الشمسية التي يلبسونها بالليل ..!
غالبيتهم لا فكر لديهم اطلاقاً ..و كلّ حياته واقفة على (رأس خشمه ) فهو يكلمك منه و يستمع إليك منه ..فاشلون حدّ الفاجعة و متمكنون حدّ الانفلات..!
فخامة الاسم تكفي ..ليست تفاخراً في نسب وإن كان النسب عنوان العبارة البارز ؛ ولكنه مسخرة ما بعدها مسخرة لدى أُمّة ما زالت تعيش الذلّ في قيعانه العميقة ..فأية فخامة وأية انجازات يدّعيها هؤلاء المتنطعون وكل أفعالهم مقصورة على طخطخة في عرس و عزومة منسف و معرفة شخص في وزارة لتسريع معاملة و صبغ شعر كي تختفي حقيقة السنين من عمره الضائع في الفخامة الزائفة..؟!
فخامة الاسم لا تكفي ولن تكفي ..ولو كانت الأمور بفخامة الأسماء لكنت أنا (كامل النصيرات) واسمي (كامل) لكفاني اسمي حاجتي للبشر ..ولكنها الهزيمة و التخلّف الذي يجعل الاسم فقط هو الخط الأحمر والسيرة الذاتية لكسر كل الأشياء وصناعة القهر الداخلي ..!
كي تصبح الاسماء تستحق الفخامة ..اصنعوا الفخامة للأوطان أولاً..