الأحد، 27-09-2020
02:31 م
تصحو في منتصفِ الوجعِ الليليِّ لتحبو..أنتَ تغالبُ هلوسةَ العُمرِ؛ يداكَ الراجفتانِ تودّانِ بأن تجدا فنجانَ القهوةِ؛ تتعسّسُ؛ تلتمسُ الأشياءَ؛ فتخبو..يسقطُ في دربِكَ ما يسقطُ؛ أو يتكسّرُ منها ما يتكسّرُ؛ يسقطُ ريقُكَ في بئرِ النشفانِ ولا ينقذُكَ الحبُّ..تبحثُ في تلك البئرِ عن الكونِ المتزاحمِ فيكَ قُبيلَ النومِ؛ لتعرفَ أنّ الدفءَ المتعوبَ عليه طوالَ الزمنِ الغابرِ ما زالَ يشبُّ .
الظلمةُ لا تفتحُ باباً؛ الظلمةُ تُعطي قدميكَ السقطةَ تلو السقطةِ؛ حتى حينَ تقومُ؛ تقومُ بلا طعمٍ؛ تُحيطُكَ كلُّ فراغاتِ الخوفِ المتنامي؛ فلماذا ليس يحيطُكَ أكلٌ أو شُربُ..؟.. تسكنُكَ الردّةُ؛ تكبرُ فيكَ الأوجاعُ المصنوعةُ ؛ أنتَ وعيالُكَ والشارعُ وكلُّ امرأةٍ تطلبُ منكَ رغيفاً عند المخبزِ أو شيخاً يتقنُ فنَّ الدمعةِ عندَ إشاراتِ مرور كي يلحَقَهُ القلبُ.. وكأنّ الكونَ بعزِّ الشمسِ ظلامٌ؛ وكأنّ كرامةَ أبناءِ الوطنِ الماشينَ إليكَ تتِمُّ إذا حاويةٌ صارت مأواهم؛ وإذا صارَ الإغلاقُ هو الدربُ!.
الناسُ هنا؛ تمشي تسقطُ..تركضُ تسقطُ..بل تتعثّرُ مثلي في فنجان القهوةِ؛ تغلبُها هلوسةٌ تسحبُها لخيالاتٍ فاصمةٍ فترى الأشياء تزيدُ وتربو: فالتاجرُ عرّابُ اللقمةِ؛ ونائبُ مندسٌّ ضدّ الشعبِ وليس يهمُّ البُعدُ أو القُربُ .. ومسؤول الطلّةِ أشركَ أبناءَ عمومتِهِ بمؤامرةٍ كبرى كي يسرقَ حصّتَنا في الكعكةِ؛ والكعكةُ (ملعونةُ حِرسي) تركضُ نحو أيادي الكلِّ سوى أيدي الفقراءِ؛ ولا يدري الفقراءُ بأنّهُمُ الكعكةُ؛ فالكعكةُ شعبُ.