الخميس، 20-10-2022
04:06 م
إيران موجودة بين العربي وأخيه، تحتل وتبسط نفوذها فوق مساحات هائلة من أرضنا، فلا مفر من الاهتمام بالاحتجاجات الهائلة فيها.
لا يقبل الملالي ما ترفعه الفتيات والنسوة الإيرانيات من شعارات، أبرزها «لا للحجاب الإجباري».
لم ترفض الإيرانيات المنتفضات منذ أكثر من شهر، الحجاب ولم يهتفنّ «لا للحجاب».
شعار «لا للحجاب الاجباري» شعار حرية ديمقراطي، لا قسرَ فيه ولا إكراهَ ولا تعسفَ، على خلاف «الحجاب الإجباري» الذي يصر نظام الملالي الدكتاتوري على فرضه بالقسوة والقوة.
في الاحصائيات الرسمية أن نصف فتيات ونساء إيران لا يلتزمن بـ»الفورمة» والقالب والنمط المحدد للحجاب، و هنّ من يسميهنّ محمد كلبايكاني رئيس جهاز «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، القبيح الفاسد، يسميهن «ذوات الحجاب السّيئ» اللواتي تجاوزت نسبتهم 50 %».
يتحدث الملالي عن صناديق انتخابات وحريات، ولا يأخذون في الاعتبار إرادة نصف الفتيات والنساء الإيرانيات اللواتي يرفضن الالتزام بما يمليه الملالي عليهن من أردية.
وصاية القرون الوسطى العقيمة هذه على النساء المغرقة في القدامة والقهر، الوصاية الاستعبادية الخانقة، التي تربط العفة بالحجاب، لم يعد لها مجال في عصر اختلفت فيه الأنماط، التي اصبحت تجنح إلى التكيف مع إرادة الإنسان وأشواقه وحقوقه وحرياته.
قال أمير المؤمنين سيدنا عمر رضوان الله عليه: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».
يمكن للدكتاتوريات الآثمة قتل الأحرار المنتفضين من اجل حقوقهم، لكن ليس ممكنا استعباد الناس وقهرهم.
والزمن ليس لصالح الطغاة، الزمن لصالح الحياة.
فالملالي الذين انقلبوا على الشاه محمد رضا بهلوي بدعم وتضحيات المنظمات اليسارية والإسلامية والحركات الطلابية وقوى الحرية والتقدم والتغيير الإيرانية، يجدر أن يتذكروا أن قوى الحرية والحياة والحيوية الإيرانية، التي انقلب الملالي عليها، تزداد صلابة ووضوحا.
وها هي قطاعات من القوات المسلحة الإيرانية تمتنع عن قمع ابناء شعبها، وترفض دعم القمع الوحشي للاحتجاجات.
وقديما قيل «يستطيع الطاغية أن يفعل بالسيف ما يشاء، إلا أنْ يجلس عليه حين تكل يداه».
ما يجري في إيران، التي تتقرب ميليشياتها من حدودنا، يمس كل دول الإقليم.