السبت 2024-11-23 13:38 م

5 حزيران

04:24 م


تمر اليوم الذكرى السادسة والخمسون لهزيمة الخامس من حزيران، التي حصلت في عام 1967، ذكرى ما زلنا نعيش مرارتها حتى اليوم؛ فيها استولى النازيون الصهاينة على الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء، وهجر شعب من وطنه بقوة السلاح، ونكل بهم ووضعهم تحت احتلال فاشي واعتقال وقتل وتعذيب، وتشريد، ومذابح لا تنتهي.
 
مراجعة ما جرى بعد كل هذا الوقت سيكون جزءا من اجترار المأساة لا أكثر، ولن يفيد، والدخول في مرحلة تشخيص الأسباب والمسببات، لن يعيد الوطن السليب، كما أن إلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك، هروب من رؤية الحقيقة بكامل وضوحها، فالحقيقة التي يتوجب عدم انكارها أن الجميع يتحمل مسؤولية الكارثة، وهزيمة خمسة جيوش عربية من قبل جيش واحد مرارة ليست بعدها مرارة، والهروب لتسمية ما حصل (نكسة) هو ابتعاد عن حقيقة ثابتة مؤلمة، فما جرى هزيمة واندحار وكارثة، وعلينا الرؤية بوضوح وتسمية الأمور بمسمياتها.
لست هنا لإعادة كتابة مرثية (النكسة)، واللطم على ما حصل، ولكن وجب القول للتذكير أن ما جرى حصل أمام نظر العالم أجمع، وتحت بصر أمم متحدة وقفت عاجزة - ما تزال-  ولم تتخذ أي إجراء ضد الاحتلال الإسرائيلي، واكتفت ببيانات إدانة واستنكار، ولاحقا أصبحت بياناتها تدعو لضبط النفس، دون الحديث عن انسحاب إسرائيل من أرض احتلتها واقامت فيها مستعمرات غير شرعية، ورحلت إليها مستعمرين لا يمتون للأرض بصلة.
نعم.. العالم صمت عن المأساة، وما يزال يمارس نفس الصمت حتى اليوم، وما تزال الأمم المتحدة التي باتت بلا دور أو فاعلية تنتظر من إسرائيل أن تقتنع بتنفيذ القرارات الأممية دون ضغط من أحد.
ياه، كم هو طويل بال الأمم المتحدة على إسرائيل، وكم كان قصيرا على ليبيا ويوغسلافيا السابقة والعراق وغيرها من الدول التي مارست عليهم الأمم المتحدة الاستئساد ونفذت القرارات الأممية بالقوة، فيما لم نر رغم مرور 56 عاما من احتلال الضفة الغربية أي تلويح بالقوة من قبل المنظمة الأممية.
نعم، الأمم المتحدة ضربت رقما قياسيا بالصبر واللين لم يسبقها اليها أحد، وما زالت تشيح ناظرها عن الممارسات والاعتداءات والاعتقالات التي تمارسها إسرائيل، وعندما يخرج فلسطيني لممارسة حقه بالمقاومة وفق من تنص عليها المواثيق الدولية تقوم قائمة الدنيا وتسارع دول العالم للضغط من أجل التهدئة وتطويل البال، وتخرج تصريحات تدعو القاتل والمقتول، نعم (القاتل والمقتول) لضبط النفس، باعتبار أن من يملك الطائرة ويقصف المدنيين ويهدم بيوتهم ويغتال رجالهم يتساوى مع من يدافع عن شعبه بالحجر أو أدوات مقاومة محلية الصنع للدفاع عن نفسه وممتلكاته.



لا أيها السادة من حق الشعوب مقاومة محتلها؛ هذا حق نصت عليه الشرائع السماوية والمواثيق الأممية والأمم المتحدة أيضا، ومن حق الشعب البحث عن استقلاله واستخدام الوسائل كافة للوصول لذلك.


ايها الصامتون.. أيها المنتظرون.. أيها الغاضبون من المقاومة.. ايتها الأمم المتحدة من لا يرى نور الشمس من الغربال أعمى، والحقيقة الساطعة أكثر من سطوع الشمس، ان إسرائيل احتلت أراضي عربية واعتدت على ممتلكات ليست لها وأقامت فيها مستعمرات ورحلت اليها غزاة ومن لا يريد أن يقتنع أن اولئك القاطنين في المستعمرات هم محتلون، فعليه أن يصمت ويترك للمقاومين حق استخدام كل وسيلة لاستعادة الأرض المحتلة، والأمم المتحدة عليها قبل كل شيء التوقف عن الكيل بمكاييل مختلفة، وأن ترى الشمس من غربال الحقيقة.
اما اولئك الذين يعتقدون أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها فعليهم الصمت للابد فالشعوب لا تقاد بقوة الأمر الواقع، والشعوب مهما اشتدت قيودها ستبقى تقاوم وتقاوم وتقاوم حتى يكنس المحتل ويخرج.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة