لا أدري على وجه التحديد سر استمتاع بعض السائقين بإطلاق زوامير سياراتهم «ع الحامي والبارد» بمناسبة وبغير مناسبة، علما بأن صوت التنبيه هذا تم اختراعه ليقوم بمهمة تنبيه السامعين بأن ثمة حدثا جللا وقع أو على وشك الوقوع، ومن باب التزام السامع بهذا التعريف، فهو يتوقع في كل مرة يسمع فيها انطلاق الزامور أن هناك كارثة حصلت، أو قد تحصل، وتخيلوا حين يستمع في الدقيقة الواحدة لعشرات التنبيهات، ماذا يمكن أن يحصل لجهازه العصبي، إن صدق أن كل زامور يحذر من وقع كارثة، هذا يعني ببساطة أن البلد تطربقت على رؤوس أهلها!
شخصيا، أشعر أن من يطلق الزامور ورائي وكأنه يلكزني، أو ينخزني بعصا، وأحيانا أشعر أنه كناية عن شتيمة من العيار الثقيل، ويكون مقرونا بشيء من السباب والبصاق، والرغي والزبد، أما أكثر زامور يستفزني فهو تلك الجوقة من الزوامير التي يطلقها «العازفون» عند اللحظات الأولى من تغير لون إشارة الأمور من الأحمر إلى الأخضر، حيث أتخيل أن من يطلقون الزامور في حرب، وأيديهم على مكابس إطلاق الصواريخ من طياراتهم لتصيب أهداف العدو!
في يوم ما منذ سنوات، جربت أن أعد كم زامورا يطلق في الدقيقة الواحدة في القاهرة، وأذكر أنني عددت للستين ونيف، ثم توقفت عن العد، قبل أن تنتهي الدقيقة!
زرت اسطنبول وطهران وقم، وبكين، وإسلام أباد، وكوالالمبور، وصوفيا، ومدريد، ودبي، وابو ظبي، وعدد آخر من عواصم الدنيا، وتمنيت أن أستمع لصوت منبه السيارة ليس من باب حب الاستماع إليه، بل من باب أن سكان تلك البلاد مثلنا، فلم يفعلوها، في حين أن ثمة عواصم عربية، ومنها عمان بالطبع، ترى في إطلاق منبه السيارة نوعا من التقليد الوطني، والفلكلور الشعبي، الذي لا بد من الحفاظ عليه، كمكون أصيل من مكونات الشخصية العمانية، وياعيني على هذا التقليد في شهر الخير رمضان(!) حيث يصبح الزامور كناية عن إطلاق سيل من الشتائم شمالا ويمينا، تعبيرا عن الضجر من الجوع أو العطش أو الحاجة للنيكوتين!
أعتقد أننا بحاجة ماسة لرفع نسبة الديسبل (وهي وحدة قياس الضجيج) في جو عمان، لننتزع لقب «أكثر العواصم ضجيجا» من الشقيقة القاهرة، إذ لا يليق بعمان وهي تحوي كل هذا العدد من مطلقي الزوامير، أن لا تكون في مقدمة عواصم الدنيا، الأعلى ضجيجا، وزوامير!
(بالمناسبة، هبيلة الحارة كان يلجأ غالبا لاقتناء زميرة، للتعبير عن نفسه، وغالبا ما كان يسمى أبو زميرة!)
-2-
هذا فيما يتعلق بثقافة التزمير وب «أبو زميرة»..
أما «الأشياء الأخرى» فهي متعلقة بتلك الفرقة التي رعتها وروجت لها واستماتت في الدفاع عنها وزيرة السياحة، فيما ألغاها ومنع إقامتها وزير الداخلية، كأن الإثنين ليسا في بلد واحد، ولا حكومة واحدة!
لا يعنيني كثيرا لا الحماس لإقامة «الفعالية» ولا إلغاؤها، لأنني لست من رواد مثل هذه الأنشطة، ولا أعتقد أن المنع أو عدمه له دلالة عميقة من حيث الورع والإيمان في هذا الشهر الفضيل، ولكن ما يعنيني واستوقفني طويلا، مدى انسجام الفريق الوزاري وتناغمه إلى درجة تنازع وزيرين واختلافهما على الملأ، والله أعلم ماذا يجري من خلاف في الخفاء..
صحيح أن الاختلاف في الرأي علامة صحة وحيوية، لكن الاختلاف في القرارات ليس كذلك، ولنا أن نتخيل فداحة الأمر فيما لو انسحبت حالة الفرقة إياها على بقية قرارات الحكومة، وكيفية إدارة البلاد!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو