موسم الانتخابات النيابية مليء «باالآكشن» والفعاليات الموسمية والمتجددة أحيانًا والغريبة أحياناً أخرى، ومع ذلك فالموسم فيه حراك إجتماعي وسياسي وإقتصادي ولا أحلى، ففي موسم الانتخابات تظهر البيانات السياسية وتتحرك الأسواق وتظهر الفلوس وتعج المضافات والدواوين بالناس، وتكون أهمية الناس في أوجها، وتطفو على السطح بشاشة الوجوه والضحكات الصفراء، وهنالك الكثير من المظاهر.
وفي موسم الانتخابات تظهر التنافسية كحرب باردة في خضم غياب الروح الرياضية، ويكون الأمل له نهاية في موعد التصويت، وتكثر الفزعات والنخوات والحمية، وفي موسم الانتخابات تكثر وعود المرشحين، وتكثر وتتضاعف طلبات الناخبين على السواء، ويكثر أحياناً سحب الأفلام الهندية، وتكثر الهدايا، وتكثر صلة الأرحام، ويكثر أشياء كثيرة، وفي موسم الانتخابات هنالك قوائم إنتخابية على الورق، ولكن تكثر الآرمات الفردية بالشوارع، كمؤشر على قلة عمل الفريق والتركيز على الفرد والصوت الواحد كممارسة، وفي موسم الانتخابات الكل يدّعي أنه الكتلة الأقوى والأكثر حضورا وبرامجية، حيث يخلط الناس بين التنافسية والهزيمة بالرغم من معرفة الجميع بحجمة الحقيقي في واقع الحال.
وفي موسم الانتخابات تكون الأجندات الجندرية حاضرة وتطفو على السطح، فعناوين المرأة والشباب تتصدر البيانات الانتخابية، لكن الضباب سرعان ما ينقشع حال التصويت فتكون الفزعة إقليمية ضيقة دون كفاءة أو جندرية او برامجية أو تاريخ أو جغرافيا، وفي موسم الانتخابات خصوصيات كثيرة وعزف أوتار تجعل من هذا الموسم أن يدخل في موسوعة جينيس بيسر وسهولة.
فمطلوب أن نتغير ولكن أن لا نتغير فقط للإنتخابات: ناخبين ومترشحين، فبصراحة موسم الانتخابات كسوق عكاظ فكل يعرض بضاعته –لكنها ليست كبضاعة سوق عكاظ- والسوق يعج بالبائعين والزبائن لكن حسن الاختيار وشرف عملية الانتخاب وسمعة الوطن وشرفه وكرامته هو المطلوب.
وفي محور الدعاية الإنتخابية، فقد أطّر قانون الانتخاب طبيعة الدعاية الانتخابية ومدتها وأماكن وضعها، وسمح القانون عرضها بالطريقة المناسبة في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل عرض البرامج الانتخابية للمرشحين، فالمستعرض للمادة الدعائية على الطرقات وفي الشوارع يلمس غياب البرامجية فيها وإقتصارها على عرض صور فردية للمرشحين ولا يخلو الأمر من صور للقوائم الانتخابية، فالمرشحون حولوا الشوارع داخل المدن لمعارض صور ميدانية، وكأن الانتخاب سيكون للمرشح صاحب الصورة الأكثر وسامة!
والتباين في عرض صور المرشحين واضح للعيان ويعكس الملاءة المالية لكل مرشح وليس برنامجه الإنتخابي، لدرجة أن البعض يشكك فيمن يصرف هذا المال على الدعاية الانتخابية كيف سنأتمنه على الوطن وماله؟ وهنالك بعض المواد الدعائية تحجب الرؤية، وبعضها غطى إشارات المرور، وبعضها في الأماكن المناسبة، وبعضها في مهب الريح.
أمّا الحرب الباردة في التنافسية غير الشريفة في بعض المناطق بدأت من خلال تخريب الدعاية الانتخابية لبعض المرشحين من خلال مناصري مرشحين آخرين منافسين، وهذا لا ينم عن سمو أخلاق، كما أن البرامج الانتخابية يجب أن تكون واقعية وقابلة للتطبيق وتحترم ذهنية الناخب، وليس تمثيلا أو تصريحات لشعارات غير ممكنه، فالكل يعرف واقع الحال والممكن والمستحيل.
فمطلوب إظهار برامج المرشحين أنفسهم بشكل إيجابي وليس مهاجمة الآخرين أو الإساءة إليهم، والابتعاد عن الشعارات الصاروخية والبراقة ما أمكن! فبعض المرشحين عرض بيانه الانتخابي وأطلق موقعه الخاص بالانتخابات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة سريعة وفعالة وغير مكلفة، وهذا عين الصواب، ونتطلع أن تعكس الدعاية الانتخابية المادة البرامجية للمرشحين لا إستعراض صورهم لتكون العهد والميثاق القويم بينهم والناخبين ليتم محاسبتهم من خلالها إبان نيابتهم.
ومطلوب عدم المبالغة بالدعاية الانتخابية لأن كثر الدعاية وتنوعها وتكلفتها ليس مقياسا البتة في ضمان المقعد النيابي في خضم حالة من الوعي الانتخابي لدى المواطنين، وبصراحة فإن كُثر أو قلة الدعاية الانتخابية أنى كان نوعها ليس مؤشرا على قوة أو ضعف فرصة المرشح بالنجاح ولا تتناسب معها، ولذلك مطلوب الاعتدال بالمادة الانتخابية والتنافسية الشريفة وإظهار البرامجية لا الصور الشخصية، فدعاية المرشحين الانتخابية هي تاريخهم وأفعالهم ومسيرتهم وأخلاقهم وبرامجهم وآدابهم وإحترامهم للناس ومصداقيتهم وتواضعهم وعملهم الدؤوب من القلب وخدمتهم للناس وسمعتهم الطيبة.
ولعل ما تم التعريج عليه أعلاه هو غيض من فيض الحراك والعملية الإنتخابية والتي يشكّل موسمها مفاصل تاريخية في زمن الدولة الأردنية التي بات يشار لها بالبنان في عملياتها الإصلاحية التي يقودها بإقتدار جلالة الملك المعزز وفق رؤيته الإصلاحية وخريطة الطريق العصرية التي تعزز العملية الديمقراطية والحياة المدنية في زمن الألفية الثالثة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو