ما أن يستفيق الاقتصاد الاردني من أزمة حتى تباغته أخرى , لكن الاسوأ هو تأثير هذه المفاجآت على الخطط والبرامج التي سرعان ما تتنحى لتتحول الى إدارة أزمة .
الخسائر المباشرة وغير المباشرة للإقتصاد الأردني منذ بدأ الربيع العربي ناهزت نحو 3 مليارات دينار حتى نهاية عام 2011 , بينما ترفع تقديرات شبه رسمية الخسائر الى ما يتجاوز 4 مليارات دينار , فيما نستعد لتلقف تداعيات ضرب سوريا وما بعدها فإن الخسائر تتزايد كل يوم ولا تقديرات تستطيع توقع حجمها .
حتى الربع الثاني من العام الجاري خسر الاقتصاد نصف مليار دينار بسبب تراجع النمو بمعدل نقطتين ونصف , وبلغ عجز الموازنة 3 مليارات دينار و زادت المديونية ملياري دينار , وبلغ العجز في ميزان المدفوعات 6ر2 مليار دينار و تناقصت الإحتياطيات الأجنبية 3 مليارات دينار قبل أن تعوض من المنح وزادت البطالة بمعدل نقطتين وزادت معدلات الفقر نتيجة لأعباء إضافية للاجئين من دول مجاورة .
أسوأ النتائج هي أن الأثار السلبية التي طغت على الإيجابيات , أطاحت فعلا بأهم مكتسبات عملية الإصلاح الإقتصادي والإجتماعي التي بدأت في الأردن بعد أزمة عام 89 , وهي التي تقود الاردن مجددا نحو العودة الى برامج تصحيح أكثر مرارة , ما يعني أن فاتورة الربيع العربي كانت باهظة الثمن .
الأردن دولة وسطية , كما في مواقفه وعلاقاته السياسية هو في علاقاته الإقتصادية , وهو يرتبط بمجموعة دول الربيع العربي بعلاقات اقتصادية متفاوتة لكنها بالمجمل إيجابية , كما يتأثر سلبا , وقد بدأت أولى رياح التأثيرات السلبية من مصر وهي الأقرب سياسيا وجغرافيا وإقتصاديا على مستوى الغاز الذي إنقطع , كما تم وقف شركات النقل البحري الأردنية عن خدمة السياحة الى نويبع وإن كان كل ما سبق يقع في نطاق الظروف المؤقتة , الا أن البوادر لم تتضح بعد فيما يخص شكل العلاقة مستقبلا , وإن كنا نرشحها الى مزيد من التطور على أسس جديدة ربما تكون أفضل مما سبق على قاعدة المشاريع المشتركة في النقل والغاز وغيرها .
العلاقات الإقتصادية مع ليبيا لم تكن واضحة والسبب يعود الى التأرجح السلبي لنظام العقيد القذافي , في حسم مصير عدد لا بأس به من المشاريع الكبيرة التي طرحت سابقا وفي مقدمتها مشروع مياه الديسي , لكن الحديث في أية علاقة توقف تماما اليوم , بفضل ضبابية المشهد الليبي .
سوريا هي الممر الطبيعي للتجارة الأردنية الى ومن تركيا وأوربا , وقد توقف هذا الخط الحيوي تماما منذ إندلاع المعارك فأضطرت الشاحنات الى الالتفاف حول شمال العراق للوصول الى تركيا , كما أضطرت الملكية الأردنية الى سلوك الممر المصري أو العراقي للوصول الى أوروبا , لكن توقف الممر السوري الحيوي للأردن سيمتد الى أمد غير معلوم ليس عند توجيه الضربة العسكرية فحسب بل بعدها لأشهر وربما سنوات كثيرة .
الخناق يضيق على المنافذ الحدودية للأردن , وكلفة ذلك باهظة لن يستطيع الأردن تحملها وحده .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو