الوكيل - يتحول الزواج أحيانا الى حياة خالية من الحب والدفء، فيعيش الأزواج كالغرباء تحت سقف واحد ولكنه خال من الكلام والاهتمام، ما يسهم في ازدياد الجفاء والبرود.
ويطلق علماء النفس على هذه الحالة الطلاق العاطفي أو الطلاق الصامت؛ حيث يحافظ الزوجان على العلاقة الزوجية شكليا أمام الناس فتخفت العلاقة الوجدانية والعاطفية.
ويجد عدد غير قليل من الأزواج حرجا في الاعتراف بهذه المشكلة واللجوء للمختصين لطلب النصح والمشورة أو حتى المكاشفة والمصارحة فيما بينهم.
ومن بين هؤلاء الثلاثينية (علا)، التي تبين أن علاقتها بزوجها فترت كثيرا حتى تلاشت منذ حوالي ستة أعوام وتحديدا بعد إنجابها لآخر طفل.
وتصف علاقتها بزوجها بـ'الفاترة والهادئة'، وتبتسم عندما تقول 'إن هذا الوضع أفضل من الشجار والخلاف المستمر'.
وتضيف أن زوجها حاول في كثير من الأحيان مناقشة الأمر معها لكسر 'جدار الجليد'، كما تصفه، وكان جوابها عليه بأنها دائما مرهقة من أعباء الوظيفة ورعاية أربعة أطفال، مشيرة إلى عدم إيجادها متسعا للاهتمام به والخروج معه وتجديد علاقتها به.
وتتشابه قصتها مع قصص العديد من الأزواج الذين فضلوا عدم الحديث في الموضوع حتى طواه النسيان 'منهم من يعاني ومنهم من تعايش مع الأمر وظن مع الوقت أن هذا الأمر طبيعي'، على حد تعبيرها.
ويعتقد الثلاثيني زياد محمد أن الأبناء يأخذون حيزا كبيرا من حياة الآباء، وذلك سبب رئيسي ليطغى على الحياة الزوجية نوع من الفتور والضجر، لافتا إلى أن الحياة مع مرور الوقت تصبح روتينية ومملة، ويصبح الأزواج كالغرباء.
غير أن زياد أصر بعد 10 سنوات من زواجه أن يأخذ زمام المبادرة لتغيير تلك الحياة وإعادة الرونق لها كما كان الأمر في بداية الزواج، مبينا أنه أدخل الكثير من التغييرات لحياته سواء في الخروج مع زوجته في رحلة أو تناول العشاء وحتى إضفاء أجواء جميلة على الجلسة العائلية في المنزل.
ويلفت إلى أن ذلك أسهم بشكل كبير في إعادة الحياة كما كانت، خصوصا أن زوجته أسهمت معه في هذا الأمر، لأنهما شعرا في لحظة أن حياتهما ذاهبة إلى طريق مسدود يسوده الضجر والملل والهدوء.
في حين يقول الاستشاري الأسري أحمد عبدالله، ومن خلال تجربته مع العديد من الأسر التي طلبت مشورته في حالات مشابهة 'إن هذه المشكلة تظهر بعد فترة ليست قليلة من الزواج ليس أقل من خمسة أعوام'، وأضاف 'إن هناك آلاف الأسر التي تعيش هذه الحالة'.
ويؤكد عبد الله أن تشكل حالة الطلاق العاطفي يبدأ بعد تراكم مشاكل تفاقمت ولم يتم حلها؛ حيث أهملها الزوجان ونتجت عنها مع الأيام حالة من الكبت بسبب عدم المصارحة والمكاشفة وهذا أهم عامل يؤدي لهذه المشكلة.
ويضيف أن الأزواج يلجأون عادة للطلاق العاطفي بسبب الخوف على الأولاد وحاجة المرأة لوجود من ينفق على الأسرة في كثير من الأحيان والخشية من مسمى الطلاق في المجتمع، كلها أسباب وراء عدم اللجوء لقرار الانفصال النهائي.
ومن الأسباب المؤدية للطلاق العاطفي، حسب عبد الله، عدم تقدير أحد الزوجين للطرف الآخر أو عدم قيام الزواج على قناعة كافية.
كما يشير إلى خطر حدوث الرتابة والروتين في الحياة الزوجية التي قد ينتج عنها الطلاق الصامت.
وعن النصائح التي يقدمها عبدالله في هذا المجال، يقول 'على الأزواج أن يمارسوا دور الأحباء من خلال الأفعال والسلوكات. ويسوق مثلا بتقديم الهدايا وتذكر المناسبات المشتركة والخروج في نزهات بمفردهم وعدم التردد في التعبير عن مشاعر الحب، ومحاولة كسر هذا الجليد مهما كان، فبالمحاولة المتكررة من الممكن أن يصطلح الأمر'.
كما يؤكد عبدالله ضرورة الاهتمام بالهندام والأناقة والتزين في البيت سواء من قبل الزوج أو الزوجة، وبهذا يكون الزوجان قد بذلا الجهد الكافي لإنقاذ العلاقة من البرود والجمود.
وحول البعد النفسي لهذه المشكلة، يتحدث اختصاصي علم النفس د. أنس أبو زياد، قائلا 'إن هذا الأمر قد يكون ذا أثر مدمر على نفسية الزوج والزوجة'، موضحا أن الزواج ليس فقط منزلا وأطفالا، بل إن البعد العاطفي والوجداني هو الأساس.
وفي نظرة واقعية، يلفت أبو زياد إلى أن كثيرا من الخيانات الزوجية تعود أسبابها لهذه المشكلة؛ حيث يبحث أحد الزوجين عن الإشباع العاطفي خارج إطار العلاقة الزوجية.
وقد تنتج عن الطلاق العاطفي، حسب أبو زياد، حالة من الاكتئاب والاضطرابات النفسية وتكون مقدمة لكثير من المشاكل.
وينصح أبو زياد بداية أن يتم الاعتراف من قبل الزوجين بهذه المشكلة من خلال المكاشفة والمصارحة وفتح باب النقاش والحوار حتى لا تصل الأمور لنهاية العلاقة الزوجية بشكل نهائي أي إلى الطلاق القانوني.
كما ينصح في حال تفاقمت المشكلة ووصلت لطريق مسدود أن يأخذ الزوجان قرار الانفصال النهائي 'القانوني' حتى لا يضيعا المزيد من الوقت في حل مشكلة لا حل لها.
من جانبه، يشير الخبير في مهارات الاتصال ماهر سلامة إلى حالة من الوهم يغرق بها الزوج والزوجة اللذان يعانيان من مشكلة الطلاق العاطفي؛ حيث يظنان أن هناك شيئا مفقودا وناقصا في حياتهما ويحاولان البحث عنه أحيانا خارج إطار المؤسسة الزوجية، وهذا يؤدي إلى حالة من الجفاء والقلق المبني على وهم وسراب.
ويقترح سلامة أن يبادر أحد الزوجين ويحاول كسب الطرف الآخر من خلال المبادرات اللطيفة أو خلق هدف مشترك جديد دائما بدون استرجاع أو استذكار أي خلافات سابقة 'وبهذا يعيدان الاعتبار إنسانيا لبعضهما بعضا'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو