الخميس 2024-12-12 02:28 ص

أسئلة أردنية

07:47 ص

ينبغي على الأردن أن يفكر مليا بالمتغيرات من حوله، ويدرس بعمق تأثيرها على المستويين الداخلي والخارجي.
دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص حسمت خياراتها. التدفقات المالية والاستثمارية الضخمة ولعشر


سنوات مقبلة، محجوزة لصفقات كبرى مع الولايات المتحدة تم التوقيع عليها في الرياض بالأمس.


وجهة الصراع السياسي على المستوى الاستراتيجي تقررت أيضا. الأولوية هي لمواجهة 'الخطر الإيراني، وخوض المزيد من الحروب بالوكالة معه في اليمن وسورية والعراق، وربما لبنان.


سورية في طور التسويات لا الحل النهائي. ستنشأ وقائع ديمغرافية مع مرور الوقت، تجعل فكرة العودة إلى مرحلة الدولة المركزية القوية أمرا صعب المنال. الحرب ستستمر بوتيرة أقل، لكن بنتائج أكثر فداحة على المستوى الوطني.


صراع القوى بالوكالة بين التنظيمات المذهبية سيشتد أكثر مع قرب التخلص من نفوذ 'داعش' المركزي في الموصل والرقة. المعركة المقبلة ميدانها الحدود المحيطة بسورية. الحدود مع تركيا ومع العراق والأردن.


موسكو وواشنطن تبدوان أبعد من أي وقت مضى عن التفاهم حول سورية وباقي ملفات المنطقة. قبل ترسيم مناطق النفوذ في الميدان السوري لن يكون الاتفاق على الحل السياسي ممكنا.


سنواجه في المرحلة المقبلة صعوبات كبيرة في المحافظة على علاقات متوازنة مع واشنطن وموسكو في ظل التباينات الشديدة بين الطرفين.


علاقاتنا مع تركيا فاترة، وفي ظل السياسة الحالية لأنقرة، لن تكون هناك فرصة لتنسيق أكبر حول القضايا المشتركة وحتى الثنائية.


رهانات الأردن تتركز في هذه الآونة على العراق، والسعي الحثيث لفتح طرق التجارة بين عمان وبغداد، والسير في مشروع أنبوب النفط. لكن علينا أن لا نسقط من حساباتنا السؤال المؤرق: ماذا لو لم تتكلل جهودنا بالنجاح؟


التفاهمات الأميركية الخليجية تعني أن ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تراجع للمرتبة الرابعة. إسرائيل التقطت الإشارة، وبدأت بالتمهيد للمرحلة المقبلة بتخفيض سقف التوقعات من زيارة ترامب لتل أبيب وبيت لحم.


لسنا في وضع يسمح بتصعيد اللهجة مع واشنطن للضغط على نتنياهو وتحريك عملية السلام.عمليا لم يتبق من داعمين للخزينة غير الولايات المتحدة، وبدرجة أقل الاتحاد الأوروبي.


ليس ثمة حلول قريبة لمأزق اللاجئين السوريين. الدول المانحة أصبحت تربط مساعداتها بشروط الاندماج. كيف سنتعامل مع هذا التحدي في السنوات الخمس المقبلة؟


المشاريع التي يمكن التعويل عليها للتغلب على مشكلات نقص المياه وتوفير الطاقة بأسعار مقبولة، لها صلة بإسرائيل. ولانعرف لحد الان ما الذي سيكون عليه الوضع بين الفلسطينيين وإسرائيل في المرحلة المقبلة.


القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في معقليه 'الموصل والرقة' لا يعني نهاية خطر الإرهاب.الأرجح أن الحالة الأمنية في سورية والعراق ستفرض على جيشنا البقاء في حالة تأهب لمرحلة أطول. ثمة أسئلة هنا حول قدرتنا على إدامة الجاهزية من كافة النواحي.


في ضوء هذه الظروف، لا يمكن للخزينة أن تتمكن من الاعتماد على مواردها الذاتية لتوفير النفقات المطلوبة والمتزايدة، بدون المساعدات الخارجية حتى مع الأخذ بسياسات ضبط الإنفاق وتوسيع نطاقها.


لقد خسرت قطاعات رئيسية نصف طاقتها بسبب الأوضاع في دول الجوار، ومن غير المرجح أن تشهد تحسنا جوهريا في السنوات القليلة المقبلة.


الخطة التي تبنتها الحكومة لتحفيز الاقتصاد مهمة، لكنها تتعامل مع المعطيات القائمة ولا تعالج المتغيرات القادمة.
ينبغي أن نتطلع إلى المستقبل القريب ونجتهد في البحث عن مخارج.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة