السبت 2024-12-14 22:00 م

أشياء

08:30 ص

هناك أشياء انقرضت في عمان , لم تعد موجودة ....باص المؤسسة الأحمر والذي يقوده (ابو موسى) ..استبدل بباص أخضر ومكيف , والسائق لم يعد يغض النظر عن الإجرة حين تصعد من الباب الخلفي دون أن يراك ..كان (أبو موسى) يغض النظر كثيرا .

والجبيهة تغيرت , أتذكر أننا في أواخر الثمانينات كنا نعود من مباريات الفيصلي والوحدات مشيا على الأقدام ,بإتجاه أبو نصير وكانت الجبيهة تعج ببساتين (الدراق واللوز , الكرز) ...أتذكر أن أحدنا كان يقفز من فوق الأسلاك الشائكة , كي يقطف لنا ...ولكن المنطقة تغيرت , لقد امتلأت بالإسمنت ...لم يعد هناك بساتين .
لم يكن هناك شيء اسمه المول , كنا نستعيض عن المولات بشراء كيس بزر أبيض والجلوس على الرصيف , والحب كان بالنظرة وليس (بالواتس أب) ...والخجل المستحب يطرق , أجفان العيون حين تمر (ليلى) ...وأتذكر أنها كانت ترفع الغرة كثيرا والهواء يلعب بها , ونحن نتوقف عن قضم (البزر الأبيض) ...وتذهب ليلى لكن عطرها يبقى فواحا في الشارع .
أتذكر أننا كنا نشرب الشاي كثيرا , لم يكن شاي (الميداليات) قد برز بعد , كان الشاي (حل) ويوضع في الإبريق , وثمة متعة متناهية في شربه ...وأحيانا يقدمون لك معه (قرشلة) حتى (القرشلة) هي الأخرى انقرضت .
كانت (البرمودا) قد ظهرت للتو , والبعض أكد في سياق الحديث الملتزم مع الجيران أن بروز (البرمودات ), يهدد الحياء ..وقد يخدش قيم المجتمع , وأتذكر أن جدلا حادا دار حولها ...ونشأت تيارات مؤيدة واخرى رافضة , ولكن (البرمودا) انتصرت في النهاية , وظهرت أغنية مهمة كنا نرددها :- ( يا...أم البرمودا الحمرا....) .
وكان هناك طعم لسندويشة الفلافل , والبعض أكد أن إدخال (المقالي للسندويشة) يعتبر ترفا , والبعض احتج على أن وزارة التموين , لم تصدر نشرة تفرق فيها بين سعر الفلافل بالسلطة وسعر الفلافل بالمقالي ...
أشياء كثيرة انقرضت في عمان , منها مثلا :- المباريات التي تندلع بين الحارات , والفشخة التي يتلقاها (حسونه) ... وتتم المعالجة في الموقع مباشرة , عبر حشي الجرح بكم هائل من القهوة , وثمة إصرار من حسونة على إكمال الشوط .. وتأكيد من (أم العبد) أن الجرح قد «إندمل» ...
أشياء كثيرة انقرضت في عمان , وأخشى فيما أخشاه ...أن ينقرض الحب .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة