الأحد 2024-12-15 02:16 ص

أمن وأمان

06:51 ص

? ?مضي ?وم، إ? و?ُغرقنا المسؤولون بالحد?ث عن نعمة ا?من وا?مان. وما ?قولونھ صح?ح حتماً، و? مواربة ف?ھ.

فا?ردن، ورغم كل ا?حداث الكب?رة والكث?رة التي عصفت بالمنطقة، بقي قابضاً على أمنھ، ولم تسل ف?ھ نقطة دم واحدة. والسبب ھو
حكمة الدولة بكل مؤسساتھا، وكذلك المجتمع الذي تنازل عن كث?ر من مطالبھ ا?ص?ح?ة ل?بقاء على أمن البلد وأمانھ.
ل?س ثمة مشكلة في ك?م المسؤول?ن، اللھم باستثناء أنھم ?ُسقطون من معاد?تھم أن مفھوم ا?من وا?مان ?تجاوز ا?حداث الدمو?ة؛ من
قتل وسفك دماء.
ل?من وا?مان منظومة متكاملة ? تتجزأ. ولھما أ?ضا أبعاد أخرى، تنأى الحكومات عن الحد?ث عنھا؛ أبرزھا ا?من ا?قتصادي الذي
?تحقق نت?جة الس?اسات المال?ة والنقد?ة والتنمو?ة.
المواطن ا?ردني، ونت?جة للظروف الصعبة، والتي أدت أ?ضاً إلى ارتفاع معد?ت الفقر وضعف الطبقة الوسطى، ?كاد ?بلغ حالة من عدم
ال?ق?ن بشأن أمنھ ا?قتصادي والمع?شي. وفي العمق، قناعة بضعف دور الس?اسات الحكوم?ة في ز?ادة حصة الفرد من الناتج المحلي
ا?جمالي، من خ?ل تحق?ق معد?ت نمو تناسب ا?ھداف المقررة والطموحات المأمولة والمحقة.
الناس العاد?ون ? ?عرفون با?رقام كث?را؛ فحكمھم مرتبط بماھ?ة أوضاعھم. ھم ? ?حفظون عن ظھر قلب أن حصتھم من الناتج المحلي،
خ?ل السنوات الث?ث الماض?ة، لم ترتفع سوى 13 د?نارا؛ لكن ?علمون تماماً أن مداخ?لھم لم تعد تكفي لتغط?ة ا?لتزامات الشھر?ة، في
ظل ارتفاع معد?ت التضخم، وارتفاع العبء الضر?بي إلى حدود 40 % من دخلھم.
ما ?فقد المرء الشعور با?من ا?قتصادي أ?ضاً، ارتفاع معد?ت البطالة، وتحد?دا ب?ن الشباب؛ إذ تجد الشاب عاجزا عن الحصول على
فرصة عمل، ول?قف في طواب?ر البطالة غ?ر قادر على التخط?ط لح?اتھ ومستقبلھ.
في ظل ھذه المعط?ات، أ?ن ا?من ا?قتصادي؟ السؤال برسم ا?جابة من الجھات المعن?ة.
الحلقة الثان?ة من منظومة ا?من وا?مان، تتعلق با?من ا?جتماعي. ھذا الجزء تحد?دا، وخ?ل السنوات الماض?ة ل?سف، بدأ ?ذبل؛ في
ظل تكاثر العنف ا?سري والجر?مة والسرقات، وانتشار اقتناء الس?ح واستخدامھ.
ا?رقام الرسم?ة تش?ر إلى أن جر?مة واحدة ارتكبت كل 15 دق?قة و58 ثان?ة في العام 2012! ا?مر الذي زاد من قلق وخوف كث?ر من
الناس؛ فلم ?عد المنزل والشارع والجامعة أماكن آمنة بالنسبة لھم و?بنائھم.
وا?عتداءات المسلحة على مركبات النقل الس?احي، و'مذابح العصابات' التي تقع ب?ن ح?ن وآخر وتصعق المجتمع ا?ردني، كلھا تعرّي
نظر?ة ا?من وا?مان.
أ?ضاً، حا?ت ا?نتحار وتزا?د عددھا إنما ترتبط بشكل وث?ق بمدى رسوخ كل من ا?من ا?قتصادي وا?جتماعي. فبلوغ المرء درجة
قتل نفسھ، إنما ?عكس حالة من ا?حباط وفقدان ا?مل، كونھ غ?ر مطمئن على حاضره ومستقبلھ.
ثمة مؤشرات كث?رة ?مكن أن تُقدم للرد على نظر?ة ا?من وا?مان الرسم?ة. وا?عتراف بتراجع ا?من ا?قتصادي وا?جتماعي ضرورة،
أما النكران والتعالي فلن ?ح? مشكلة، بل س?عمقانھا إلى حدود خط?رة.
صح?ح أن أكثر من 3000 مس?رة واعتصام لم تسل ف?ھا نقطة دم واحدة، وھو ا?مر الذي ?ُحسب و?ُقدر، كونھ جنّب البلد س?نار?وھات
? ?حتملھا أص?؛ لكن كم من الدماء سالت على مذبحي غ?اب ا?من ا?قتصادي وا?جتماعي، ? س?ما العنف المجتمعي والجامعي، وحتى
المدرسي؟!
ا?من الشامل منظومة ? تتجزأ. وفي بلد متسامح ومتعدد مثل ا?ردن، ?بدو إغفال حلقات ا?من ا?خرى تسط?حا وتبس?طا ل?زمة
القائمة.
ا?ولى وضع ال?د على الجرح لمعالجتھ، ? ?خفائھ؛ فا?عتراف بالمشكلة ھو نصف الحل. أما مواصلة التغني با?من وا?مان، ف?ما
المجتمع ?فتقد الشعور بھما، فل?س ذلك إ? قمة السذاجة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة