الأربعاء 2024-12-11 23:18 م

أم الدنيا .. لم تفرغ كنانتها بعد!

02:54 ص

في وقت ما، وقلوبنا تدق بعنف، وتكاد تبلغ الحناجر، كتبنا: مصر أم الدنيا، وأم العرب على وجه الخصوص، يشخص الأبناء بأبصارهم وهم جوعى وعطشى للضرع، الذي جف أو كاد لعقود، يشخصون بأبصارهم وألسنتهم تلهج بالدعاء، وأكفهم تمتد للسماء بالضراعة أن ربنا لا «يُضيّع للرجالة تعبهم» فيسرق اللصوص ثمرة دمهم وجوعهم وثورتهم الشعبية، وتشردهم في المنافي، وصبرهم الطويل.


لا نملك لأم الدنيا، أمنا غير الدعاء، والرجاء، نرقب كل همسة وكل حركة، وكل قطرة دم تسيل، وكل هتاف يتردد صداه في القلوب والوجدان، ننتظر الانتصار الكبير للمظلومين والمسحوقين، الذين قالوا كلمتهم، وكلمة كل المنتظرين، انتصار يبعث على الاطمئنان على مستقبل «العيال» وأمهاتهم، بأنهم لن يجوعوا بعد الآن، ولن تغلق أفواههم بالتراب.

تجمع الرجالة في ميدان التحرير، لصناعة تحريرهم وتحرير شعوب طال شوقها لسماع كلمتها، والإصغاء لمطالبها البسيطة في الخبز والحرية والكرامة والعمل الشريف، مطالب قد لا تتعدى أن يضمن عوضين ومحمدين أن يسرق اللصوص رغيف العيش من أيديهما، وأن يجدا مكانا لهما في الغيط: غيطهم الذي سلبه البلطجية والبنوك الربوية، وحيتان الحزب «الوطني،».

إذن لم تفرغ الكنانة من سهامها، يا رب لك الحمد الشعب قال كلمته أخيرا، مؤذنا بدخول هذه الشعوب المقهورة عصرها، عصر الشعوب.

نخاف على ثورة الرجالة أن يسرقها الجنرلات ورجال الأمن، والانتهازيون ايضا، بأوامر من عواصم ترتجف خوفا من عوضين، أو الواد سيد، حين تنكسر القدم التي داسته عمرا طويلا، فيتنادى الغرب المنافق لضمان مصالحه ومستقبل نهبه للشعب ومصادرة إرادته وحريته، تحت اسم: إجراء المزيد من الإصلاحات، باعتبار أن هناك إصلاحات ويحتاج القوم إلى «مزيد».

رسالة أم الدنيا ورجالة ميدان التحرير، والتوانسة الأحرار من قبل.

قلوب الشعوب المقهورة معك يا أم الدنيا وأمنا، وسيوفها أيضا، فقد دقت ساعة العمل، هذه المرة فعلا، وحانت لحظة الحقيقة، وغادر الخوف قلوب المقهورين، مرة واحدة وللأبد، والويل والثبور لمن لم «يفهمهم» بعد.

كتبنا هذا الكلام وأكثر، وها هي أم الدنيا لم تخرج بعد من عنق الزجاجة، البعض يبشر بالفوضى علانية ويصنعها سرا، ولكننا على يقين أنها اقوى منهم جميعا، ليس ضربا بالغيب، ولكننا لأننا نؤمن أن كنانتها لم تفرغ بعد!.

***

ملحوظة خارج النص

كتب النائب المصري عمرو حمزاوي على «تويتر» يقول للإسلاميين: اسحبوا مرشحكم للرئاسة.. فمصر لا تحتمل رئيسا إسلاميا!.

ونسأل: لِمَ احتملت مائة سنة من حكم «الآخرين» وماذا كانت النتيجة؟.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة