الأحد 2024-12-15 00:30 ص

أنس بن مالك يتحدث إليكم

09:45 ص

تستحق رسالة الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان الى الحجاج بشأن الصحابي الجليل أنس بن مالك، أن تُدرّس في كليات العلوم السياسية، ناهيك عن كونها تصلح لان تكون «مرجعا» لمن يبحث عن العدل من الحكّام والمسؤولين.

فقد حدث وان غضب الحجاج بن يوسف الثقفي من الصحابي أنس بن مالك الذي عُرف بلقب «خادم رسول الله» صلى الله عليه وسلم، وهدده قائلا: «والله لأستأصلنك كما تستأصل الشاة ولأدمغنك كما تدمغ الصمغة».
فكان رد أنس بن مالك: «والله لولا الصبية الصغار ما باليت أي قتلة قتلت ولا أي ميتة مت» ثم خرج من عند الحجاج فكتب إلى عبد الملك بن مروان يخبره بما قال له الحجاج. فلما قرأ عبد الملك كتاب أنس استشاط غضبا وشفق عجبا وتعاظم ذلك من الحجاج»، وأرسل الى الحجاج الرسالة الآتية:
(بسم الله الرحمن الرحيم من أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف. أما بعد فإنك عبد طمت بك الأمور فسموت فيها وعدوت طورك وجاوزت قدرك وركبت داهية إدا وأردت أن تبدو لي فإن سوغتكها مضيت قدما وإن لم أسوغها رجعت القهقري فلعنك الله من عبد أخفش العينين منفوص الجاعرتين أنسيت مكاسب آبائك بالطائف وحفرهم الآبار ونقلهم الصخور على ظهورهم في المناهل يا ابن المستفرية بعجم الزبيب والله لاغمرنك غمر الليث الثعلب والصقر الأرنب وثبت على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبن أظهرنا فلم تقبل له إحسانه ولم تتجاوز له عن إساءته جراءة منك على الرب عز و جل واستخفافا منك بالعهد والله لو أن اليهود والنصارى رأت رجلا خدم عزير بن عزري وعيسى بن مريم لعظمته وشرفته وأكرمته وأحبته بل لو رأوا من خدم حمار العزير أو خدم حواري المسيح لعظموه وأكرموه فكيف وهذا أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين يطلعه على سره ويشاوره في أمره ثم هو مع هذا بقية من بقايا أصحابه فإذا قرأت كتابي هذا فكن أطوع له من خفه ونعله وإلا أتاك مني سهم بكل حتف قاض ولكل نبأ مستقر»).
فاعتذر الحجاج من أنس بن مالك واستسمحه.
هكذا كان الحكام المسلمون يعرفون قدر الناس وهكذا كانت مكانة صحابة رسول الله.
فلم يكن أنس بن مالك مجرد «صبي خادم للرسول» طيلة عشر ويقال ثماني سنوات، بل أنه روى عن الرسول 2286 حديثا. ونقل للمسلمين «أخلاق نبيهم في التعامل معه ومع زوجاته ومع مواليه ومع عامة الأمه».


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة