الجمعة 2024-12-13 14:59 م

أن كنت لا تستطيع أتخاذ القرار إذن فترك المضمار

12:00 م

زيد فهيم العطاري

في الأردن العزيز نشهد العديد من الخطط التنموية السياسية والإقتصادية والإجتماعية وكذلك تُجرى الدراسات ويتم وضع الميزانيات ولكن في الوقت نفسه لا نلمس ذلك كما يجب وكما هو متوقع والسبب الرئيسي هو ضعف القدرة على أتخاذ القرار المناسب فالدرجات العلمية والأكاديمية لا تكفي في هذا المضمار بل أن أتخاذ القرار في الوقت الصحيح قد يكون أكثر أهمية وللأسف الشديد تكشف لنا الظروف التي تمر بها المملكة بإن هناك الكثير من المسؤولين رغم شهاداتهم الأكاديمية والعلمية إلا ان قدرتهم على أختيار القرار الصائب في الوقت المناسب غير كافية وقبل القاء الضوء على ما أود توضيحه أريد ان أفتتح حديثي بطرفةٍ صغيرة قد توضح ما أريد قوله ( كان أحد الأشخاص يريدُ قطع الشارع إلى الجهةِ المقابِله فكان كلما اراد ان يعبر الشارع عاد وتوقف خوفاً من ان تدهسه السيارات واستمر على ها الحال لفترة من الوقت متردداً خوفاً من ان يُدهس إلى ان قرر أن يتجرأ ويعبر الشارع فما إن انطلق حتى دهسته سيارة فنقِل إلى المستشفى وهو يقول: كنت عارف والله كنت عارف حيصير هيك )

أن حال هذا الشخص ينطبق بدرجةٍ كبيرة على العديد من المسؤولين فعلى سبيل المثال في المنخفضات الجوية ننتظر قراراً من الوزراء او من مدراء التربية في المحافظات او حتى من مدراء المدارس حول ما إذا كان هناك تعليق للدوام أم لا ويأتي القرار إلا بعد فوات الأوان بعد ان يكون الجميع قد خرجوا من منازلهم وهنا نتساءل لماذا التأخير ماذا سيحدث لو كان هناك قرار منذ البداية على أن يُعوض بيومٍ أخر والأمر ايضاً ينطبق على رؤساء الجامعات الذين يأتون بسياراتهم إلى مكاتبهم هذا أن قدموا من الأساس يقومون بإتخاذ قراراتهم بعد فوات الأوان وخروج الطلبة من منازلهم, أن هذا المثال وعلى بساطته يكشف مدى القصور الذي تعانيه المؤسسات تُرى هل مثل هذا القرار يحتاج إلى تردد في اتخاذه هل تعليق الدوام في مثل هذه الأجواء سيترتب عليه نتائج سلبيه أم ان استمرار الدوام هو من سيحقق نتائج سلبية من حوادث سير وغيرها مما لا تُحمد عُقابه خاصةً وان مثل هذه الأجواء تكشف ما تعانيه البنى التحتية من ضعف وهشاشة.
وفي سياق الحديث عن البُنى التحتية فحدث ولا حرج فالمنخفضات الجوية كشفت بإن الشوارع والأنفاق والجسور غير مؤهلة لإستقبال المنخفضات الجوية وكأنها مُصممة للصيف فقط وهنا يُفتح الباب لتساؤلات عديدة لا تنتهي من قبيل من المسؤول وكيف تم التنفيذ وهل كانت مُطابِقة للمواصفات وغير ذلك من التساؤلات التي لا تُعد ولا تُحصى.
وفي نهاية المطاف تبدو الأخطاء متكررة والمشكلات ذاتها هي ما تحدث في كل مرة أن تحقيق التنمية الشاملة وتنفيذ المشارع التنموية السياسية والاقتصادية يتطلب أولاً معالجة القضايا الصغيرة التي يعجو المسؤولين عن علاجها رغم بساطتها فهي لا تحتاج سوى للقدرة على أتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ليس أكثر فهذه القضايا الصغيرة على بساطتها هي من تؤثر بصورةٍ واضحة على المواطن لإنها تُلامسه بصورة متكررة ومباشرة إضافةً إلى أن عدم معالجة القضايا الصغيرة واستمرار تكرارها سيخلق حالة من الإحباط لدى المواطن تجعله غير متفائل بحل ما هو أصعب وأكثر تعقيداً من قضايا وفي النهاية أود أن أذكر بإن هذه القضايا الصغيرة لا تطلب أموال أو موارد هي فقط تطلب كفاءة في وجدية في التعاطي معها و أتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ليس أكثر.



زيد فهيم العطاري
0796771138


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة