الأحد 2024-12-15 02:06 ص

أوباما يؤكد دعم بلاده لأفريقيا ضد الإرهاب

11:51 ص

الوكيل - اختتم الرئيس الاميركي باراك اوباما زيارته الى اثيوبيا امس بعدما اكد ان بلاده تقف بجانب افريقيا لمكافحة الارهاب وانهاء النزاعات، داعيا الافارقة الى القضاء على «سرطان الفساد» وتبني مبادىء الديموقراطية لضمان تقدم بلدانهم.

وغادر الرئيس الاميركي باراك اوباما اديس ابابا بعد ظهر امس بعد خطاب هو الاول لرئيس اميركي في مقر الاتحاد الافريقي في ختام زيارة للقارة استمرت اربعة ايام بدأها السبت في كينيا ثم انتقل منها الى اثيوبيا الاثنين.
ودعا اوباما اول رئيس اميركي يزور كينيا واثيوبيا، في كلمته العالم الى تغيير «نظرته الى افريقيا» والاخذ ب»التطور التاريخي» الذي انجز والتخلي عن الصور المسبقة عن قارة تعاني من الفقر والحرب.
وقال «بينما تشهد افريقيا تحولات، دعوت العالم الى تغيير نظرته لافريقيا». واضاف «بعد نصف قرن من استقلال الدول، حان الوقت للتخلي عن الصور النمطية القديمة لافريقيا غارقة الى الابد في الفقر والنزاعات. على العالم ان يقر بتقدم افريقيا الاستثنائي».وحول مكافحة الارهاب، قال اوباما «في وقت تقف افريقيا بوجه الارهاب والنزاعات، اود ان اؤكد لكم ان الولايات المتحدة تقف بجانبكم».
وبعدما ذكر بمخاطر حركة الشباب في الصومال وبوكو حرام في نيجيريا والمتمردين في مالي والمتشددين في تونس وجيش الرب للمقاومة في افريقيا الوسطى، قال اوباما «من الصومال ونيجيريا الى مالي وتونس، يواصل الارهاب استهداف مدنيين ابرياء».واكد ان الولايات المتحدة تدعم جهود الاتحاد الافريقي العسكرية، مشيدا «بجنود السلام الافارقة الشجعان» الذين يقاتلون المسلحين.
وقال ان «العديد من هذه المجموعات ترفع شعار الدين لكن مئات ملايين المسلمين الافارقة يعلمون ان الاسلام يعني السلام وعلينا ان ندعو مجموعات مثل القاعدة وتنظيم «داعش»والشباب وبوكو حرام بما هي حقا: قتلة».
لكنه شدد على انه يتم احراز تقدم في افريقيا. وقال «نتيجة وجود قوة الاتحاد الافريقي في الصومال، فان حركة الشباب تسيطر على اراض اقل، والحكومة الصومالية تزداد قوة. وفي افريقيا الوسطى تواصل البعثة بقيادة الاتحاد الافريقي ضرب جيش الرب للمقاومة».
وتابع «في حوض بحيرة تشاد تقاتل قوات من دول عدة مدعومة من الاتحاد الافريقي لوضع حد لوحشية حركة بوكو حرام العبثية».
وتشكل كلمة اوباما في الاتحاد الافريقي المحطة الابرز من جولة قصيرة في افريقيا ركز فيها على الامن وحقوق الانسان. وبعد توقف في كينيا مسقط راس والده، يواصل اوباما زيارته الى اديس ابابا حيث اشاد بدور البلاد كشريك اساسي في مكافحة حركة الشباب الاسلامية في الصومال.
وكان اوباما صرح في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسيلين الاثنين ان «جزءا من اسباب التراجع الذي نشهده لحركة الشباب في شرق افريقيا هو اننا نشرنا فرقنا الاقليمية مع قوات محلية».
واضاف «لسنا بحاجة لارسال مشاة بحريتنا (المارينز) لخوض القتال، فالاثيوبيون مقاتلون اشداء والكينيون والاوغنديون كانوا جديين في ما يفعلون». لكنه اكد انه «ما زال هناك مزيد من العمل الذي يجب القيام به وعلينا الان ان نواصل الضغط».
من جهة اخرى دعا اوباما في كلمته افريقيا الى القضاء على «سرطان الفساد» وتبني مبادىء الديموقراطية لضمان تقدمها. وقال «لا شيء يمكن ان يحرر طاقة افريقيا الاقتصادية مثل استئصال سرطان الفساد».
واضاف ان «الفساد موجود في كل مكان في العالم» لكنه «في افريقيا يبتلع مليارات الدولارات من اقتصادات البلدان، وهي اموال يمكن استخدامها لاستحداث وظائف وبناء مستشفيات ومدارس».
واضاف «وحدهم الافارقة يستطيعون القضاء على الفساد في بلدانهم»، واعدا بان تساعد الولايات المتحدة الحكومات الافريقية المصممة على مكافحة اوساط المال غير المشروع على اتخاذ اجراءات وتشجيع الحكم الرشيد والشفافية ودولة القانون.
وتابع اوباما ان «التقدم في افريقيا مرتبط ايضا بالديموقراطية لان الافارقة مثل الجميع يستحقون شرف التمكن من ادارة حياتهم بانفسهم». وعدد «المكونات الديموقراطية الحقيقية: انتخابات حرة وعادلة وحرية التعبير والصحافة وحرية الاجتماع».
وتابع ان «هذه الحقوق عالمية ومكتوبة في الدساتير الافريقية».
وفي هذا الاطار، دان الرئيس الاميركي القادة الافارقة الذين يتمسكون بالسلطة ويعرضون تقدم الديموقراطية للخطر في القارة.
وقال ان «التقدم الديموقراطي في افريقيا يصبح بخطر عندما يرفض قادة التخلي عن السلطة بعد انتهاء ولاياتهم». واضاف «لا احد يجب ان يبقى رئيسا مدى الحياة».
وكان ناشطون في الدفاع عن حقوق الانسان اعربوا عن قلقهم من ان تعطي زيارة اوباما مصداقية لحكومة اديس ابابا التي يتهمونها باستغلال قوانين مكافحة الارهاب لقمع الحريات وزج الصحافيين والمعارضين في السجون.
ودعا اوباما بعد محادثات مع ديسيلين الذي فاز حزبه الحاكم في الانتخابات قبل شهرين بنسبة 100%، اثيوبيا التي تشهد نموا اقتصاديا قويا الى تحسين ادائها في مجال حقوق الانسان.
وقال اوباما «اعتقد انه ما زال هناك عمل يجب القيام به. وهناك بعض المبادئ التي يجب الالتزام بها. لا احد يشكك في التزامنا الى جانب دول كبيرة قد نكون على خلاف معها حول هذه المسائل. لكن هذه المسائل لن يتم تحسينها او تحقيق تقدم بشانها اذا بقينا بعيدين».
ووجه الرئيس الاميركي في كينيا رسالة مشابهة اذ اشاد بالامكانات الاقتصادية للبلاد وتعهد بتقديم دعم ثابت لنيروبي من اجل مكافحة حركة الشباب، الا انه طالبها بوضع حد للفساد والقبلية والتمييز الجنسي.
وكان اوباما ان اجرى محادثات مع قادة اقليميين حول الحرب الاهلية المستمرة منذ 19 شهرا في جنوب السودان، وحاول ان يحشد تاييدا على مستوى القارة للقيام بعمل حاسم ضد طرفي النزاع في حال لم تفضي المهلة المحددة ب17 اب الى نتيجة.
وقال مسؤول اميركي بعد اجتماع استمر ساعتين الاثنين «كان هناك اجماع في ما يتعلق بجنوب السودان حول مدى خطورة والحاح الوضع هناك».
وفي مسعى للتاكيد على التزام اكبر من قبل واشنطن من اجل وضع حد لاعمال العنف التي راح ضحيتها عشرات الاف الاشخاص وادت الى نزوح اكثر من مليوني شخص، كثف اوباما ضغوطه لفرض عقوبات اشد وحتى حظر على الاسلحة.
واعلن اوباما امام صحافيين ان الوقت حان لتحقيق «اختراق» في جهود السلام. أ ف ب


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة