السبت 2024-12-14 20:20 م

أوجاع الدولة

06:17 ص

تتحسس الدولة أوجاعھا، ف? تجد ما ?ؤلمھا أكثر من ا?قتصاد. قبل سنة من ا?ن، كانت الخز?نة العامة على شف?ر ا?ف?س؛ ? رواتب و? نفقات تلبي الحد

ا?دنى من احت?اجات المؤسسات. ا?جراءات الصعبة التي اتخذتھا الحكومة، والمساعدات والقروض العرب?ة والدول?ة، مكنت الدولة من تجاوز عنق الزجاجة.
لكننا، وحسب أصحاب قرار، لم نغادر ا?زمة بعد. السنتان المقبلتان حاسمتان لجھة التعافي من مخاطر أزمة ضربت ا?قتصادات الكبرى، وأوجعت الدول
.الصغ?رة والنام?ة؛ وفوقھا حالة اضطراب وعدم استقرار، ? بل حرب مشتعلة، لم تترك للمستثمر?ن والس?اح ولو معبرا آمنا
ب?د أن الحكومات ومؤسسات الحكم ل?ست بر?ئة من ذلك كلھ؛ فسوء ا?دارة والترھل، والفساد وغ?اب سلطة القانون، ساھمت مجتمعة في تعم?ق جراحنا.
ومعالجة ھذا القدر الكب?ر من الخراب المتراكم تشكل تحد?ا ووجعا للدولة، التي باتت تدرك -لعلھا كذلك- أنھ ومن دون مشروع متكامل ?ص?ح ا?دارة العامة، وتفع?ل أدوات الرقابة، وس?ادة القانون على الجم?ع من دون استثناء، فإن الفوز في معركة ا?قتصاد وتجاوز عقدة الثقة المتآكلة ?بدو صعب المنال
المھم ال?وم ل?س ا?نتصار على الحكومة في البرلمان، أو إسقاطھا في الشارع، وإنما في قدرة المؤسسات التشر?ع?ة والتنف?ذ?ة على العمل مع روافدھا ا?خرى
.على عدم العودة إلى الوراء خطوة واحدة. ل?س من خ?ار أمامنا سوى التقدم لمواجھة التحد?ات للتخلص من ا?وجاع، والتعافي للنھوض بالمسؤول?ات الثق?لة
نحتاج للتقدم خطوات في ا?ص?ح الس?اسي؛ ستكون مھمة محفوفة بالمخاطر إذا لم نتغلب على ا?زمة ا?قتصاد?ة، ونعطي المواطن الموجوع ا?مل في ح?اة
.أفضل
ا?ع?م الرسمي وشبھ الرسمي ?وجع الدولة، مثلما ?وجع الرأي العام؛ ثمة إدراك لھذا، فمن دون إع?م مھني وحر ?نھض بمسؤول?اتھ باقتدار، ستظل مؤسسات
الدولة في دائرة ا?شتباه عند القطاع العر?ض من الشعب. وإذا لم تتفھم الدولة حاجة ا?ع?م المستقل للمعلومات وسقف الحر?ة الذي ?ت?حھ القانون، ف? أمل
.?ُرتجى
الخاصرة الشمال?ة توجع الدولة كث?را وتؤرقھا؛ الحدود تنزف كل ?وم مئات ال?جئ?ن، والمھرب?ن، وا?رھاب??ن. على بعد أمتار قل?لة، ?ربض المئات من
مقاتلي'القاعدة'. مشروعھم ?تعدى سور?ة؛ ففي ال?د أدلة وقرائن على مخطط ?ستھدف تأس?س 'فرع' للتنظ?م في ا?ردن، ومحاو?ت ? تنتھي ?ختراق الحدود
.وتنف?ذ عمل?ات إرھاب?ة على أراض?ھ
رغم ذلك، ھناك شعور بأن المجتمع الدولي قد خذل السور??ن؛ الدول التي تتحجج بخطر ا?رھاب تعلم أنھ وفي حال سقوط النظام فإن المقاتل?ن ا?جانب، والذ?ن
.تقدر أعدادھم بنحو ث?ث?ن ألفا، س?صبحون في العراء، ما ?سھل اصط?ادھم وطردھم
لكن الحدود مع سور?ة وجع أردني طو?ل على ما ?بدو؛ وإذا ما منحت 'الجھاد??ن' طر?قا لسور?ة عبرھا، فأنت تعط?ھم ضمنا طر?قا للعودة، وثغرة ?نفذون منھا
.?مننا الداخلي. وھذا خط أحمر عند أصحاب القرار
الخش?ة من ال?جئ?ن كب?رة؛ كم س?مكثون ھنا؟ وأي تحد?ات أمن?ة ?حملھا وجود نصف مل?ون، وربما مل?ون إذا ما توسعت دوائر القتال حول دمشق وجنوبھا؟
.تمضي المؤسسات الحكوم?ة في مشروعھا لتسج?ل ال?جئ?ن وحصر أعدادھم وأماكن سكنھم، على أمل العودة قر?با
الصراع في سور?ة وجع أ?ضا؛ ? حل عسكر?ا، و'الس?اسي' معلق بتفاھم روسي أم?ركي مرتجى. متى ?حصل؟ ? أحد ?علم، في انتظار ما ستستفر عنھ
.مداو?ت 'جن?ف2' الموعودة منتصف الشھر المقبل
تقلب الدولة أوجاعھا ف? تجد ما ?سر الخاطر. لكن تجاوز مصاعب السنت?ن ا?خ?رت?ن، بما حملتا من تحد?ات، ?منح أصحاب القرار الثقة الكب?رة للتغلب على
.بعض أوجاعھم، والتعا?ش مع أوجاع أخرى ? ?توفر في أ?د?ھم ع?ج لھا


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة