قبل فترة لمعت موضة دعم الطبقة الوسطى , لكنها إختفت فجأة كما ظهرت كما كل المبادرات التي سبقتها.
الطبقة الوسطى ببساطة هي الشريحة التي تحتل الوسط بين طبقتي الأثرياء والفقراء وتضم المهنيين و صغار الصناع والتجار ومتوسطيهم وكبار الموظفين ومتوسطيهم , وفي الاحصاءات تنطبق على أصحاب الدخول المتوسطة , عند سقف ألف دينار فما فوق , ومؤخرا تقرر أن تلتحق شريحة أوسع منهم بحسب قانون الضريبة بنسخته الجديدة في قائمة المشمولين بها بتخفيض الدخل الخاضع لأفراد من 24 ألف دينار سنويا الى 18 .
الاحصاءات الرسمية تؤكد وجود هذه الطبقة وتعافيها ووزراء الاقتصاد في الحكومة يتغنون بها ويعتبرونها أساسا في بنية المجتمع الاقتصادية , وقد أفردوا لها مبادرة خاصة إسمها المشاريع المتوسطة باعتبار أن المشاريع الصغيرة تخص الفقراء , في المقابل هناك من نعى إختفاءها باعتبار أنها تلاشت لتخلف وراءها طبقتين فقط هما الأثرياء والفقراء , باعتبار أن جزءا من هذه الطبقة التحق في الاولى والاخر تراجع الى الثانية .
الطبقة الوسطى تعرضت لهزات كبيرة نالت من مكانتها , لكن هل هي موجودة فعلا ؟.
من مظاهر تآكل الطبقة الوسطى , ارتفاع البطالة، وتوسع رقاع الفقر، وتراجع عوائد وأرباح الشركات الصغيرة، وخسائر الأسهم، وارتفاع أسعار وكلف الإسكان والعقار وتزايد نسب القروض المتعثرة .
فمثلا توسع مساحة التسهيلات الممنوحة للأفراد من البنوك لا تعني بالضرورة أن الطبقة الوسطى تتحرك , خصوصا إذا لاحظنا أن معظم هذه التسهيلات تذهب لأغراض الاستهلاك مثل إقتناء مسكن أو سيارة بل على العكس تنامي القروض قد يعني بالضرورة نفاذ المدخرات او عدم كفايتها .
الطبقة المتوسطة هي شريحة دافعي الضرائب المميزين , بفضل أنظمة الاقتطاعات الضريبية السهلة , التي لا تحتاج الى صرف كثير من الوقت لتقديرها كما يحدث عند التعامل مع نظرائهم من الأثرياء .
الطبقة الوسطى هي مصدر التكوين الرأسمالي الذي يعتمد عليه الاقتصاد , فمدخراتها هي التي ترفد القطاع المصرفي بالسيولة التي يتم توجيهها في قنوات استثمارية انتاجية فعالة تنعكس في تحقيق تنمية مستدامة.
الطبقة الوسطى هي أكثر المتأثرين بالتضخم عندما يأكل من حساب دخولهم الحقيقية , وذوبانهم, هو الخطر الحقيقي على المجتمع واستقراره الاقتصادي والاجتماعي فتراجع الطبقة الوسطى يعني خسارة الطبقة المنتجة
, وقد لاحظنا كيف أنعشت هذه الطبقة اسواق الأسهم والاستهلاك بفضل تنامي مدخراتهم في فترة الرواج , ولاحظنا كيف حدث العكس عندما تضررت مدخرات هذه الطبقة بفضل التضخم وارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة .
الطبقة الوسطى تضاءلت بسبب التضخم واحتكار الثروة وغياب تكافؤ الفرص، والمساواة في العبء الضريبي وهي أول المتأثرين بتراجع النمو الاقتصادي كما انها أول المستفيدين من زيادته ما يفرض الحاجة الى حمايتها بأدوات مثل العدالة الضريبية والحكم الرشيد، لتمكينها من تنمية مدخراتها و تدبير معاشها واحتياجاتها .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو