الأربعاء 2024-12-11 14:27 م

أيُّ «نواة صلبة»؟!

06:46 ص

غير معروف على ماذا إعتمد الذين إجتمعوا أمس في باريس حتى أعطوا أنفسهم وصفاً هو: «النواة الصلبة» فحتى الآن وعلى مدى نحو أربعة أعوام وهؤلاء يواصلون عقد إجتماعات متباعدة ومتقاربة تحت عنوان :»أصدقاء سوريا» لكنهم لم يستطيعوا فعل ولو الحد الأدنى من وضع حدٍّ للتدخل العسكري الروسي في هذه الدولة العربية الذي تحول إلى إحتلال فعلي والدليل هو أن سيرغي لافروف بات هو كل شيء على الجانب الآخر بالنسبة لهذا الصراع وأنه لم يعد هناك أي وجود لوزير دفاع بشار الأسد ولا لوزير خارجيته ولا لوزير إعلامه ولا لأيٍّ من رموز نظامه الذي أغلب الظن أنه هو نفسه قد نسي أسماءهم!!.


لقد بقيت إدارة الرئيس باراك أوباما تحاول إقناع هذه «النواة الصلبة»، ومعها كلُّ من له صلة بهذه الأزمة الطاحنة على الصعيدين الدولي والإقليمي وعلى الصعيد العربي قبل كل شيء، بأنه بالإمكان إعتبار الروس وسيطاً مقبولاً وهذا إستمر كما معروف إلى ما بعد الغزو الروسي قبل عام ونحو ثلاثة شهور لكن وقد أصبح لافروف هو جنرال هذه الحرب وهذا الصراع وأصبح ظهور القوات الروسية البرية «الميدانية» ليس واضحاً وفقط بل رئيسياًّ على غرار ما يجري الآن في حلب وفي جبهات قتال أخرى فإنَّ المفترض أن يكون ردَّ «أصدقاء سوريا»، بدل كل هذه الإجتماعات «الماراثونية»، وفقاً للقاعدة التي تقول: «لكل فعل ردّ فعل معاكس له في الإتجاه ومساوٍ له في القوة»... لا يفل الحديد إلا الحديدُ!!.

إن حتى أعمى البصر والبصيرة بات يعرف وبلا أيِّ شك أنَّ روسيا تنخرط إنخراطاً كاملاً في هذه الحرب التدميرية التي يتعرض لها الشعب السوري والتي أدت إلى دمار معظم المدن السورية وهذا من المفترض أن يجعل هذه «النواة الصلبة» تستبدل إجتماعاتها «الماراثونية» هذه، التي غدت مملة وسقيمة بل وغدى المزيد منها يشجع المعتدي على التمادي في إعتداءاته، وتتخذ موقفاً حاسماً وحازماً يفرض على الروس الكف عن عدوانهم الآثم وسحب قواتهم من هذا البلد العربي الذي هو دولة مستقلة ذات سيادة وهي السيادة التي فرَّطَّ بها هذا النظام فأصبحت في أيدي الروس والإيرانيين .. وبمشاركة حسن نصر الله ما غيره!!.

لقد كان من الممكن أن تنتهي هذه الأزمة «المأساة» في سنواتها الأولى وفقاً لحل :»جنيف 1» الدولي المعروف لو أن باراك أوباما لم يتردد ويتخاذل ويتراجع في اللحظة الحاسمة ويتخلى عن تهديده باللجوء إلى القوة العسكرية رداًّ على إستخدام هذا النظام القاتل للأسلحة الكيماوية ضد شعب ثبت أنه لم يعد شعبه.. وهنا فإن المعروف أن لجوء جون كندي إلى رفع قبضته في وجه نيكيتا خروشوف هو الذي أنهى أزمة الصواريخ المعروفة التي كادت تؤدي إلى حرب نووية كونية في عام 1962.

إنَّ المطلوب من هذه «النواة الصلبة»، والمقصود هنا هو الولايات المتحدة أولاً وهو باقي الأعضاء الأساسيين في حلف الأطلسي ثانياً، أن تُظْهِرَ للروس جدية بل منتهى الجدية في التعاطي مع هذه الأزمة التي غدت بمثابة قنبلة هائلة تنفجر في هذه المنطقة أما أن يبقى هذا « النهج الأوبامي» الرديء مستمراً فإن هذا سيُعطي ضوءاً أخضر لـ «فلاديمير بوتين» ليُجذِّر إحتلاله لهذه المنطقة الشرق أوسطية التي غدت موسكو تتعامل معها ومنذ الآن على أنها أهم مناطق مجالاتها الحيوية .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة