السبت 2024-12-14 19:49 م

إخوان مصر .. إياكِ أعني واسمعي يا جارة!

12:04 م

كالعادة غلب الطبع التطبع..والذين بكوا على غياب الديموقراطية من الاخوان المسلمين في مصر رأيناهم يعلنون نتائج فوز صاحبهم محمد مرسي قبل الانتهاء من حصر الصناديق متجاوزين لجان الانتخاب ليضمنوا في حالة عدم فوزه رسمياً تشكيكهم في الانتخابات..

من يصدق هذا النوع من السلوك والذي يرفع شعار «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»..
أعود الى بدايات ثورة يناير المصرية وفتح اوراق كتبتها فقد كنت في القاهرة بالصدفة أحضر مؤتمراً حين تفجرت الثورة وبقيت أشاهد وأعاين من الفندق «سميراميس» وقائع ميدان التحرير وقد كتبت عن ذلك سابقاً..
كانت الشعرة التي قصمت ظهر بعير مبارك الحاحه على التوريث وتسخير القيادات السياسية والحزبية في سبيل ذلك وحين بلغ التزيين ذروته تدفق الشارع..
كان النظام قد أحس بصدمة اللحظة الأولى فبادر للاتصال بقيادات الاخوان وكان الاتصال مع عصام العريان الذي خرج بعد اللقاء به يقول(ان الجماعة لن تشارك في التظاهرات يوم 25 يناير) ..كان ذلك قبل اليوم العظيم وما ان وقع 25 يناير حتى صدر تعميم من جماعة الاخوان الى كل المحافظات بعدم المشاركة وضرورة الالتزام بطاعة ولي الامر وكان بيان البحيرة المعروف الذي بايع الاخوان فيه نظام مبارك..
وحين أدرك الاخوان تسرعهم عادوا لامساك العصا من المنتصف ومع جمعة الغضب في 28 يناير كانت مهمتهم التهدئة والمطالبة بالانصراف من ميدان التحرير مع صلاة المغرب..
اكتشف الشباب الثوار خذلان الاخوان لهم فقاموا بطرد القيادي الاخواني بلتاجي من الميدان يوم 30 يناير ويومها غادرت القاهرة..وحين سقط مبارك لاحقاً وقد ضعفت الثقة بهم استدعوا الشيخ القرضاوي الى ميدان التحرير في عودة قلدوا فيها عودة الخميني الى طهران وقد راينا القرضاوي يحتل المنصة ويزاحم شباب الثورة الذين غضبوا من ذلك..
وحين شكل المجلس العسكري اتصل به الاخوان ووضعوا انفسهم تحت تصرفه ودعوا له بالسمع والطاعة..ولعبوا لعبتهم في الاستفتاء على الدستور القديم قبل وضع الجديد وراحوا يكفرون من يخالفهم ويشهرون به ويضعون التشريعات على مقاسهم..
أداروا اتصالات سرية مع المجلس العسكري ورموا الى الشارع شعارات دينية وشحذوا معادلة التكفير والتخوين والتحليل والتحريم للتغطية..
وفي أوراقي ما جاء في يوم الجمعة 18/3/2011 حين فضح مخطط الاخوان في اسراعهم لتقسيم الغنائم فخرجت الجماهير ضدهم وقد جرى الاعتداء بقسوة على المتظاهرين ولم يصب احد من الاخوان وعلى اثر ذلك جرى طرد مجموعة الاخوان من ميدان التحرير بعد أن تبين لشباب الثورة ان استشارة الاخوان للمجلس العسكري كانت بطرد الثوار من الميدان وضرورة افراغه بالقوة وهذا ما دفع شبابا من الاخوان المسلمين للانشقاق عن الجسم الرئيس وكان ذلك صفعة للقيادات الاخوانية ودافعا لحديث من القيادي محمد أبو الفتوح حول هذه المسائل المدانة ..
لقد غطت قيادات الاخوان حينها انتهازيتها بمزيد من الفتاوى يوم 8/7 واظهروا كما لو أن الثورة أجهضت..
لقد أدمنوا النزول عن (أحد) لأخذ الغنائم قبل انتهاء المعركة ولذا ركزوا على الانتخابات ليفوزوا قبل اقرار الدستور ومنعوا غيرهم من وضع دستور عصري مما فتح الطريق امامهم لخطف البرلمان وحصدوا في الوقت الضائع ما بين سقوط النظام وانتصار الثورة صيداً وفيراً وتغلغلوا الى مفاصل الدولة ووثائقها وأدانوا احداث العباسية التي استهدفت ارسال رسالة شباب الثورة للمجلس العسكري ليثبتوا انهم قاعدته (أي المجلس) والمدافعين عنه..
كانوا يرفعون اعلاماً غير العلم المصري في جمعة الشريعة وجعلوا اعلامهم فوق علم مصر..
في أوراقي ايضاً انهم لم يشاركوا في اعتصام 19/11 ولم يوفروا حماية للمعتصمين بل حرضوا عليهم..ما سبّب في المزيد من الشهداء والجرحى وحين كانوا بحاجة الى غطاء جمعوا (44) حزباً وتجمعاً ليشاركوا ولكن حين انكشفوا انفضت عنهم ولم يبق سوى (4) مجموعات اكتشفت حصان طروادة الاخواني..
هم من هرولوا الى عمر سليمان ورفعوا عصام شرف للمنصة بحماية البلتاجي وما زلت اذكر شعارات المليونية الاخيرة في 22/11 وقد جاءت تحت شعار «تطهير الثورة من الاخوان» فما الذي حدث ؟ وكيف يصل مرسي الان؟ وما هي التحالفات غير المكشوفة للعامة؟..انها نفس السيرة..


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة