رئيس الوزراء د. هاني الملقي قال للأردنيين إن منتصف العام المقبل سيكون أقل حدة، وإن العبء الكبير سيخفّ والأزمة ستبدأ بالانفراج.
العبارة أخذها الأردنيون على محمل السخرية، وراجت حولها عديد نكات، وما ذلك إلا دلالة على ضعف إيمانهم بوعود الحكومات عموما والحكومة الحالية على وجه الخصوص، فكثيرا ما تنصّلت الحكومات من تعهداتها.
السؤال المهم: هل سيتحقق ذلك؟ وهل سيلمس الناس بعض إيجابيات خلال الفترة المقبلة؟ التساؤلات السابقة ما يزال الأردنيون ينتظرون إجابات عنها، إذ كيف سيتحقق الوعد؟ وماذا أعد فريق الملقي للوفاء بما تعهد به رئيسهم؟
المنطق يقول إن كلام الرئيس ووعوده بحاجة إلى تفسير ودلالات يتم تقديمها من جميع الوزراء والمسؤولين، كل في قطاعه والمجال الذي يعمل به. إلا أن الواقع كان غير ذلك تماما، فأولئك الوزراء فضّلوا، كما هي العادة، الاختباء خلف أي شيء، وآثروا عدم الظهور للحديث مع الناس، ولذلك بقي ما جاء في مقابلة الملقي يتيما من دون براهين وشروحات، رغم أن إقناع الناس وزحزحة مزاجهم الحاد وتعديله يحتاج ورشة عمل وحوار لا يتوقفان حتى لا يترك الناس للفراغ، كما يقال دائما.
الرسالة للسادة الوزراء؛ أنتم في مكاتبكم تديرون العمل وكأن 'الدنيا قمرة وربيع'، فيما البلد تغلي، والنَّاس تتساءل والاحتجاجات المطالبة برحيلكم مستمرة ولا تتوقف، فهل سألتم أنفسكم ماذا علينا أن نفعل، وكيف السبيل لتهدئة الناس وإقناعهم بما قاله الرئيس؟
المشهد واضح، والأزمة معروفة، وما يحتاجه الأردني هو كلام مقنع يخبره بأن ما هو آتٍ أفضل وأحسن، وأن الأثمان الكبيرة التي دفعها ستجلب له أول الفرج وتوفر ظروفا أقل قسوة.
هذا من ناحية المتابعة على حديث الرئيس، أما من ناحية تحقيق ما قال فإننا لم نسمع من أي منكم كيف تخططون لقطاعاتكم، وكيف تشتبكون مع الناس، وأين تواصلكم الميداني لاستشعار ما يريد المجتمع وبالتالي السعي للتعبير عنه وتحقيقه.
أين هي خططكم التي أعددتموها، بحيث تكون خططا منتجة غير تلك التي نعرفها للتعامل مع حالات الطوارئ؟ والسؤال الأكبر والأهم، هل تدركون حجم التحديات ومخاطر المرحلة وجديتها حتى تتمكنوا من التعاطي معها وبالتالي الوفاء بالعهد الذي قطعه رئيسكم.
المطلوب أن يضع كل وزير ومدير خطة عمل لا تتجاوز صفحتين تتضمن أهدافا واضحة تحتاج إلى العمل أكثر من التنظير المجاني وبيع الكلام للأردنيين لأنهم ملوا الكلام بانتظار الفعل.
العمل مطلوب من جميع وزراء السياسة قبل الاقتصاد، أن نقنع الناس أن صبر عام سيكون قادرا على تخليص البلد من حالة الاستعصاء، وأن الاشتباك معهم ضروري، لكن ليس بالقول بل بالفعل. ينبغي أن تقنعوهم أنكم لا تعملون على تمرير مرحلة بل على إدارتها بكل كفاءة.
الأردنيون يطالبون برحيل الحكومة تعبيرا عن الغضب وعدم الرضا والشكوى من أن الجوع طالهم، وهذا واقع مؤلم ويجب التوقف عنده طويلا، ولكن ما يُفقد الناس عقولهم هو أنهم لم يشعروا بعد بجدية الفريق الحكومي في التعاطي مع المرحلة، وبأنه يقدر بالفعل حساسية مزاج الناس.
بصراحة؛ رحيل الحكومة لن يجدي نفعا، بل الحل في تغيير طريقة تفكير المسؤولين، ليدركوا بحق أنهم موظفون عامون وأن رواتبهم تدفع من جيوب المواطنين، وأن وظيفتهم هذه مدفوعة الأجر، وأن على من يؤديها أن يخدم الناس ويحسّن حاضرهم ويعطيهم الأمل في المستقبل.
الأفكار كثيرة، والحلول لم تعد سرا، وما عليكم إلا التنفيذ، لكن المبدأ الأهم أن تكفّوا عن التفكير في جيوب الأردنيين كحل لمشكلاتكم، فالأولى أن تعالجوا باقي التشوهات قبل تجويع الناس أكثر.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو