السبت 2024-12-14 18:19 م

إرحموا جامعاتنا

05:28 م

عصمت ارسبي

لم يعد احد يطيق بقاء الحال على ما هو عليه في جامعاتنا الاردنية ، وخاصة بعد أن تطورت اساليب العنف والعنف المضاد ، والأدوات والأسلحة التي دخلت حيّز الاستخدام ، ومن الضرورة أن تكون هناك جهة معينة تمتلك من القوة والبأس ما يتيح لها التصدي لهذا العنف والعربدة الفئوية ومثيري الشغب والفتنة داخل الحرم الجامعي ، حيث لا يعقل بحال من الاحوال أن تبقى الامور قائمة على ما هي عليه دون وضع حد لذلك .



انه من المؤسف لنا كأردنيين أن نشعر بأنه لم يعد للأردن قيمة تعليمية بين الدول الاخرى ، ولم يعد لجامعاتنا تلك السمعة التعليمية الطيبة التي كانت في الماضي ، حيث كنا نفاخر بها الدنيا ، وما هذا العنف والحقد الاعمى الذي نشاهده في جامعاتنا ، إلا دليل واضح على غياب الوعي الثقافي والاجتماعي لدى طلابنا ، وهو دليل واضح كذلك على أن المتعلم ليس بالضرورة أن يكون مثقفا .

إن هذه الظاهرة السلبية بكل مكوناتها وحيثياتها ، هي بالتأكيد ظاهرة غريبة ، ولم تظهر بهذا المستوى الخطير ، إلا من فترة قليلة ، حيث يكاد أن يكون مشهدا يوميا من يوميات جامعاتنا ، وقد أدى الى الاساءة لسمعة الجامعات الأردنية والمؤسسة التعليمية في بلدنا الأردن ، واذا ما استمر هذا الحال ، فاننا سوف نخسر اعدادا كبيرة من الطلاب العرب والمسلمين والاجانب ، الذين يلتحقون سنويا للدراسة في الجامعات الأردنية .

العديد من الجهات والهيئات العامة والخاصة ، عقدت الندوات وورش العمل والدراسات المتخصصة ، لنقاش وتدارس ظاهرة العنف المستشري والممتد بقوة في كل جامعاتنا ، وذلك من اجل بحث اسباب العنف وانعكاساتها الخطيرة والآثار السلبية الناتجة عنها ، والتي بلا شك ستلقي بظلالها على المجتمع الاردني ، وكان آخر تلك الدراسات ، تلك الدراسة المبنية على أسس علمية وواقعية ، والتي اعدها مركز الدراسات الاسترتيجية ، وكان حريٌ أن تأخذ الحكومة والجهات التعليمية بالدراسة التي خلص اليها المركز .

لقد آن الأوان بأن يبدأ الجميع باطلاق المبادرات ، لمعالجة هذه الآفة الخطيرة ، التي اذا استمرت لا قدّر الله فانها سوف تؤدي بنا الى الهاوية ، وعلى الجميع أن يبادر الى معالجة هذه الآفة ، بدءا من الطلاب انفسهم مرورا بذويهم ، ومن وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي الى إدارات الجامعات وإنتهاء بكل المؤسسات والهيئات المعنية ، على الجميع أن يقف بكل قوة وحزم بوجه كل من تسوّل له نفسه ، الإساءة لجامعاتنا والاستمرار في ايذاء سمعتنا التعليمية ، ولا بد أن نعيد لجامعاتنا مظهرها الحضاري التعليمي والتثقيفي والتوعوي ، الذي اعتدنا عليه واعتاد عليه العالم من حولنا ..

عصمت ارسبي


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة