السبت 2024-12-14 01:37 ص

إيران ولحظة الحقيقة!!

09:33 ص

«أن تأتي متأخراً خير من ألاّ تأتي أبداً» فإعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن «الإستراتيجية» الجديدة التي أعلن عنها للتعامل مع إيران التي تضمنت «12« شرطاً وهذا الرقم يجب التوقف عنده ملياًّ لأنه يعني أمراً في غاية الأهمية بالنسبة للإيرانيين، والتي يبدو أن واشنطن في عهد هذه الإدارة جادة هذه المرة وأنها إن لم يذعن نظام الولي الفقيه ويستجيب لها فإنه غير مستبعد أن يتم اللجوء للقوة العسكرية وهذا إنْ لن تنفع العقوبات الإقتصادية التي من الواضح أنها «ستنفع» بالتأكيد.



إن ما تريده الولايات المتحدة في عهد هذه الإدارة، التي هي نقيض الإدارة السابقة التي هي بميوعتها أو «حولها» السياسي أطلقت يد إيران في هذه المنطقة كلها هو، بالإضافة إلى إنصياع إيران لكل المطالب المتعلقة ببرنامجها النووي وصواريخها البالستية ، قطع علاقاتها بالتنظيمات الإرهابية وهو إنهاء تمددها العسكري والسياسي والأمني في سوريا والعراق واليمن ولبنان.. وأيضاً في غزة وأفغانستان وهو أيضاً أن
تعود لحجمها الطبيعي وهذا بالإضافة إلى شروط أخرى من بينها إطلاق سراح المواطنيين الأميركيين
المعتقلين لديها.. وهنا فإن ما يشير إلى جدية غير مسبوقة أن بومبيو قد قال محذراً: «إن أنشطتكم الحالية
ستُواجه بحزم فولاذي»!!.


وبالطبع فإن أول سؤال من المفترض أنه تبادر إلى أذهان كثيرين إنْ في هذه المنطقة، التي غدت بعض
دولها بمثابة «إقطاعيات» عسكرية وسياسية لجنرال حراس الثورة الإيرانية «الطرزاني» قاسم سليماني، وإن
في الغرب والشرق والعالم كله هو: هل إن إيران يا ترى ستبقى متمسكة بما فعلته وما بقيت تفعله
وستبقى مصرة على سياساتها وتصرفاتها الحالية أم أنها ستذعن في النهاية وإن بطرق وأساليب ملتوية
لحفظ ماء الوجه والمحافظة ولو على جزء من الكرامة (القومية)؟!.


إن الواضح إنَّ إيران ستبقى تناور وتداور وستحاول الإستمرار بقدر الإمكان بلعب الورقة الأوروبية التي ثبت أنها غدت محروقة منذ اللحظة الأولى حيث أن شركات معظم دول أوروبا وهيئاتها الإستثمارية في الدولة الإيرانية قد بادرت إلى حزم أمتعتها وإنهاء أعمالها في هذا البلد الذي أصبح على «كف عفريت» حرصاً منها على مصالحها التي هي مصالح كبرى في الولايات المتحدة الأميركية.


وحقيقة إن إيران غدت مكشوفة منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها مايك بومبيو إستراتيجية بلاده الجديدة،
وهو يهز قبضته بكل عنف وقوة في وجه علي خامنئي ووجه حسن روحاني، فالروس رغم الإستمرار بعرض
عضلاتهم في سورية وفي القرم وأوكرانيا إلاّ أنهم يعرفون ويدركون أنه لا تزال هناك دولة عظمى واحدة في هذا الكون كله هي الولايات المتحدة وأن القوة الفعلية في عالم اليوم هي القوة الإقتصادية التي لا تملكها
إلاّ أميركا وهذا ينطبق أيضا على الصين التي بإمكانها أن تناور في هذا المجال بقدر المستطاع لكنها في
النهاية ستذعن للأمر الواقع مراعية أن مصالحها الرئيسية في واشنطن وليس في هذه الدولة الإيرانية
المجوفة من الداخل والمصابة بأمراض قاتلة كثيرة .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة