السبت 2024-12-14 21:30 م

اتفاق بين واشنطن وموسكو حول "كيماوي سورية"

02:12 م

الوكيل - بعد أسابيع من المحادثات المكثفة توصلت روسيا والولايات المتحدة في الامم المتحدة على اتفاق حول نص يشكل إطارا لتدمير الأسلحة الكيميائية التي يملكها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.


ويشكل هذا الاتفاق على مشروع قرار قد يتم اقراره مساء اليوم الجمعة، اختراقا دبلوماسيا هاما بعدما عجز مجلس الامن عن التوصل الى نص منذ اندلاع النزاع السوري في اذار/مارس 2001 بسبب لجوء موسكو وبكين الى حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات.

وقالت سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة 'انه اختراق هام جدا اذ ان مجلس الامن قد يتحرك اخيرا بشكل موحد لاول مرة لفرض واجبات قانونية الزامية على سورية'.

وينص مشروع القانون الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه على امكانية ان يقر مجلس الامن عقوبات بحق نظام الاسد في حال لم يلتزم بخطة نزع اسلحته الكيميائية.

وبحسب النص فان مجلس الامن 'يقرر في حال عدم الالتزام بهذا القرار، بما في ذلك نقل اسلحة كيميائية بشكل غير مسموح به او اي استخدام لاسلحة كيميائية من اي طرف كان في الجمهورية العربية السورية، فرض تدابير تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة'.

ويشير مشروع القرار الى ان بوسع المجلس فرض تدابير في حال افادت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية او الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن انتهاك للخطة الاميركية الروسية لنزاع الاسلحة الكيميائية السورية.

ويجيز الفصل السابع فرض عقوبات وصولا الى استخدام القوة غير ان النص لا يحدد التدابير المحتملة ولا يفرض عقوبات تلقائية. وفي حال خالفت دمشق التزاماتها، يتعين عندها اصدار قرار ثان ما يترك لموسكو حليفة دمشق امكانية عرقلته.

وجرت مناقشة النص مساء الخميس خلال اجتماع الدول ال15 الاعضاء مجلس الامن ومن المقرر طرحه للتصويت على الوزراء الجمعة الساعة 20,00 (00,00تغ)، على ما افادت البعثة الفرنسية لدى الامم المتحدة في حسابها على موقع تويتر.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اي تحرك ينبغي ان يكون 'متناسبا مع خطورة الانتهاك'، بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس.

وكان الاوروبيون يطالبون بان ينص القرار على احالة النزاع السوري الى المحكمة الجنائية الدولية غير ان المسودة تنص فقط على ان المجلس 'يبدي قناعته الشديدة بوجوب محاسبة الاشخاص المسؤولين عن استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا'.

وقال مارك لايل غرانت السفير البريطاني لدى الام المتحدة 'آمل ان تصل هذه الرسالة الى دمشق وان تفهمها'.

ويتعين قبل تنظيم عملية تصويت مساء الجمعة الحصول على الضوء الاخضر من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية على خطة تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية التي اتفق عليها الروس والاميركيون في 14 ايلول/سبتمبر في جنيف.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان هذا النص 'يشكل خطوة الى الامام' و'يكرر المطالب' التي اعربت عنها فرنسا.

واعلن عن النص بعد محادثات جديدة جرت بين لافروف ووزير الخارجية الاميركي جون كيري.

وقال لافروف بعدها للصحافيين انه تم التوصل الى 'تفاهم' مع الولايات المتحدة على مسودة قرار دولي وخطة مشتركة لنزع الاسلحة الكيميائية ينبغي ان تصادق عليها منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

اما كيري فاكد ان الاسرة الدولية 'بوسعها الان المضي قدما في ازالة الاسلحة الكيميائية من سورية وتدميرها'.

وفي حال صادق المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي على الخطة الجمعة فسوف يتم التصويت عليها في مجلس الامن لاحقا اليوم.

من جهته قال الاسد في مقابلة اجرتها معه شبكة تيليسور الفنزويلية ان نظامه لن يطرح 'عقبات' في وجه تفكيك اسلحته الكيميائية مؤكدا ان 'سوريا تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها'.

واتفق لافروف وكيري على خطة لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت سيطرة دولية تمهيدا لتدميرها، ما جنب دمشق ضربة اميركية بدت وشيكة ل'معاقبتها' على هجوم كيميائية اوقع مئات القتلى في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق وتتهم واشنطن وحلفاؤها الغربيون نظام الاسد بالوقوف خلفه.

وسيعقد الوزيران محادثات جديدة مساء الجمعة خلال اجتماع في نيويورك يضم وزراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (مع بريطانيا وفرنسا والصين) وبان كي مون ووسيطه في سورية الاخضر الابراهيمي وسيتركز البحث خلاله على امكانية عقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا في جنيف.

وتراجع الامل في عقد مؤتمر جنيف مع تزايد الانقسامات في صفوف المعارضة السورية ما زاد المخاوف من ان يتخذ النزاع منحى اكثر طائفية وتطرفا.

وفي هذه الاثناء تبدي الامم المتحدة مخاوف على امن فريق الخبراء الدوليين في الاسلحة الكيميائية الذي استأنف الخميس مهمته في سورية بحثا عن ادلة على استخدام مثل هذه الاسلحة في هجمات متفرقة.

وسيدقق الفريق الذي يترأسه الخبير السويدي آكي سيلستروم في مزاعم بشأن 14 هجوما.

وقال مسؤول في الامم المتحدة ان 'هذه المهمة ستكون سريعة جدا ولن يبقوا في سورية سوى بضعة ايام' بدون الكشف عن برنامج تحركاتهم لاسباب امنية.

ميدانيا وفي تطور لافت افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين جهاديين من 'الدولة الاسلامية في العراق والشام' المرتبطة بتنظيم القاعدة، اقدموا الخميس على احراق محتويات كنيستين ورفع رايتهم على واحدة منهما بعد تحطيم الصليب الذي يعلوها في مدينة الرقة بشمال سورية.

وليل الثلاثاء اعلنت 13 مجموعة مقاتلة بعضها يتبع هيئة الاركان المرتبطة بالائتلاف السوري، تحالفها في اطار تشكيل جديد يضم جبهة النصرة المتحالفة مع القاعدة. ورفضت هذه المجموعات الاعتراف بالائتلاف وحكومته الموقتة.-(ا ف ب)


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة