السبت 2024-12-14 19:59 م

اتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية "صامد"

11:12 م

الوكيل - تشهد المناطق السورية المشمولة بوقف لاطلاق النار بدأ تنفيذه اعتبارا من منتصف الليلة الماضية هدوءا لم تعرفه منذ زمن طويل، وذلك بعد اكثر من 12 ساعة على دخول اتفاق وقف الاعمال العدائية الاميركي الروسي المدعوم من الامم المتحدة، حيز التنفيذ.


ولم تسجل حتى مساء السبت اي خروقات كبرى للهدنة. وسقطت قذائف قرب ساحة العباسيين في شرق دمشق، وفق ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية من دون الاشارة الى خرق للهدنة.

وهي الهدنة الاولى بهذا الحجم التي تلتزم بها قوات النظام والفصائل المعارضة منذ بدء النزاع الذي اسفر خلال خمس سنوات عن سقوط اكثر من 270 الف قتيل.

وبحكم استثناء تنظيم داعش وجبهة النصرة من الاتفاق، فان المناطق المعنية بالهدنة، بحسب مصدر سوري رسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان، تقتصر على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال).

واعتبرت مجموعة العمل حول وقف اطلاق النار في سورية برئاسة روسيا والولايات المتحدة السبت ان 'الحصيلة ايجابية' بالنسبة الى التقيد بوقف اطلاق النار في سورية.

وقال دبلوماسي غربي شارك في اجتماع مجموعة العمل في جنيف لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان 'الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا اعتبرت الحصيلة ايجابية بعد مرور الساعات الاولى على بدء العمل بوقف الاعمال العدائية' في سورية.

وتابع 'سجل وقوع بعض الحوادث' الا ان الامم المتحدة قالت انه 'تم تطويقها'.

وقال الدبلوماسي نفسه ايضا 'مع ذلك لا بد من انتظار الاحد والاثنين لوضع حصيلة فعلية'.

ورحب كل من وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري خلال اتصال هاتفي السبت ببدء تطبيق الهدنة.

وافادت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان 'وزيري الخارجية رحبا بدخول وقف اطلاق النار في سورية حيز التنفيذ وبحثا ايضا امكانات استئناف عملية مفاوضات السلام بين السوريين في اطار مجموعة الدعم الدولية لسورية'.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان السبت 'انها اول فرصة لوضع حد للعنف على الارض ولا ينبغي تفويتها'، معتبرة ان استمرارها 'سيهيء الظروف لايصال المساعدات الانسانية بشكل كامل ودائم ومن دون عوائق الى كامل الاراضي السورية'.

ودعما لاتفاق الهدنة، اعلن مسؤول كبير في القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي ان 'الطيران الروسي لن يقوم بطلعات فوق سورية يوم 27 شباط/فبراير'، لتفادي 'اي اخطاء ممكنة' في الاهداف.

ومع دخول الاتفاق حيز التنفيذ عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي (الجمعة 22,00 ت غ)، 'عمّ الهدوء غالبية الاراضي السورية' التي تنتشر فيها قوات النظام والفصائل المقاتلة، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وشهدت مناطق قريبة من اطراف العاصمة وفق مراسلة فرانس برس هدوءا لم تعرفه منذ وقت طويل. وغابت سحب الدخان التي كانت تتصاعد عادة من جوبر والغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وبعد ظهر السبت، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري ان 'بعض المجموعات الارهابية المسلحة' اطلقت 'عدة قذائف صاروخية على أحياء سكنية امنة فى مدينة دمشق مصدرها جوبر ودوما'، وهما معقلان لفصائل مقاتلة معارضة للنظام، من دون ان يتحدث عن خرق للهدنة.

وعلى حسابه الرسمي على موقع تويتر، نشر الدفاع المدني السوري صورة لواجهة مكتبه المقفل في حي القابون في شرق دمشق، وعليه لافتة كتب عليها 'مغلق بسبب الهدنة'.

وشهدت مدينة حلب (شمال) حيث تدور معارك مستمرة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة منذ صيف 2012، هدوءا شمل غالبية احيائها، وفق مراسل لفرانس برس.

ولم يخرق هذا الهدوء الا سقوط قذائف متفرقة على احياء تحت سيطرة قوات النظام، واخرى على حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية، حيث قتل شخصان واصيب اربعة اخرون بجروح. وقال المرصد ان مصدر هذه القذائف مواقع تابعة لجبهة النصرة وفصائل اسلامية على طريق الكاستيلو الذي يربط شمال المدينة بريفها الغربي.

ولم يسر الهدوء على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في شمال وشرق ووسط سورية.

وقتل ستة اشخاص السبت جراء تفجيرين انتحاريين بسيارة ودراجة نارية مفخختين، استهدفا منطقة السلمية في ريف حماة، فيما جرح اخرون جراء تفجير عبوة ناسفة في المنطقة ذاتها.

وقصف طيران التحالف الدولي بقيادة اميركية مواقع للتنظيم في محيط تل ابيض في محافظة الرقة (شمال)، حيث تمكن مقاتلون اكراد مساء السبت من صد هجوم بداه التنظيم فجرا وتمكن خلاله من السيطرة على مبان عدة داخل المدينة.

واحصى المرصد مقتل 70 جهاديا جراء الغارات والاشتباكات فيما قتل عشرون من المقاتلين الاكراد.

وافاد المرصد عن اشتباكات اخرى في ريف حلب الجنوبي الشرقي بين التنظيم وقوات النظام التي تسعى الى اعادة فتح طريق امداد رئيسية الى حلب.

ويسيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة في سورية ابرزها في شمال وشمال شرق البلاد، اما جبهة النصرة فتتواجد في محافظات عدة، غالبا في تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها اسلامي لا سيما محافظة ادلب (شمال غرب). ويسيطر الفصيلان على اكثر من نصف البلاد.

وكان دي ميستورا اعلن الجمعة انه في حال صممود الاتفاق، سيدعو الى جولة مفاوضات سلام جديدة في السابع من اذار/مارس في جنيف.

ويقول فراس ابي علي المحلل في مركز الابحاث 'اي اتش اس' في لندن لفرانس برس ان 'الضغط الذي تمارسه روسيا والولايات المتحدة على اللاعبين الاقليميين يجعل العديد منهم غير قادر على رفض العملية السياسية بالكامل'.

ويرى ان ذلك 'يضعهم في مأزق اذ انهم مرغمون على التصرف كما لو انهم جزء من هذه العملية بغض النظر عما يريدونه فعليا منها'.

وشكك فرنسوا هيسبورغ رئيس المعهد الدولي للابحاث الاستراتيجية 'بصمود وقف اطلاق النار نظرا الى التداخل القائم بين الفصائل المصنفة ارهابية من الروس وتلك التي لا ينطبق عليها هذا التوصيف'.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة