مضت انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية التي جرت الخميس الماضي بكل هدوء. حالة غير مسبوقة لم تشهد مثلها من قبل. لا مصادمات ولا مشاجرات أثناء عملية الاقتراع، وبعد فرز الصناديق امتثل جميع المتنافسين للنتائج من دون اعتراض.
الاهتمام بانتخابات 'الأردنية' له ما يبرره؛ فهي الجامعة الأم التي تسير على إيقاعها الجامعات الأخرى.
في الجولة الانتخابية السابقة، سادت أجواء عشائرية وجهوية مقيتة، ووقعت صدامات مؤسفة.
أما في هذه الجولة، فقد تراجع الخطاب المناطقي والاصطفاف العشائري بشكل ملموس، حتى في أسماء القوائم المتنافسة وشعاراتها حلت عبارات وأسماء مهنية ووطنية مكان التعبيرات البدائية، ما يعكس تطورا في الوعي الطلابي.
لا أعلم على وجه الدقة المتغيرات التي دفعت بهذه التحولات الإيجابية. ربما يكون لتعديل النظام الانتخابي واعتماد القوائم النسبية المغلقة على مستوى الجامعة والكليات أثر في ذلك. لكن إذا كانت الظواهر السلبية تستحق بحثا معمقا لمعالجتها، فإن التطورات الإيجابية تستدعي أيضا تحليلا لفهم أسبابها، لتعزيزها في الممارسة، وتوظيفها في مواقع أخرى.
نسبة الاقتراع كانت مؤشرا على تحسن الأجواء الطلابية في الجامعة واستعادة الثقة بمبدأ المشاركة بعد عزوف ملحوظ استمر لدورات انتخابية عدة.
لا شك أن لإدارة الجامعة دورا مهما في تحقيق هذا الانجاز، فقد نجحت وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية في ضبط المجموعات المشاغبة، واحتواء الخلافات الانتخابية، وتجنب التصعيد والمواجهة، وضمان سير العملية الانتخابية بهدوء.
تصويب مسار التجربة الديمقراطية في الجامعات، وتطور مستواها، يعطيانا أملا بإمكانية تعديل مسار التجربة الأردنية برمتها.
لقد أكدت انتخابات الجامعة الأردنية، أن الرهان على القوى الشابة في المجتمع كان في محله دوما. من هناك فقط يمكن أن ينبثق عهد جديد لمجتمع ديمقراطي يحتكم لصناديق الاقتراع، وتقوم المنافسة فيه على البرامج وليس على الهويات الفرعية والانتماءات العشائرية والجهوية.
القوى الشابة التي تخوض تجارب الحياة الطلابية، وتكتسب المعرفة بأصول العملية الديمقراطية، هي التي يعول عليها في المستقبل لتغيير الاتجاه، والانتقال بالديمقراطية الأردنية من مرحلة الفشل والمراوحة بمنتصف الطريق إلى أفق أرحب.
هناك اتجاهات سياسية وحزبية كانت حاضرة في الانتخابات، لكن على أهمية ذلك، فإن المطلوب تعميق ثقافة المشاركة الطلابية على أساس برامجي من دون إفراط في التوظيف الحزبي لهذه العملية. ليس مطلوبا أن تتنافس أحزاب سياسية للسيطرة على مقاعد الاتحاد، الأهم من ذلك أن تتصدر الواجهة قيادات طلابية متحللة تماما من الانتماءات الضيقة، همها الأساسي العناية بالبيئة الطلابية والجامعية، والمساعدة على تحسين جودة التعليم، والتعامل مع مشكلات الطلاب بمسؤولية وأمانة، والتشبيك مع إدارة الجامعة على قاعدة الحوار من أجل المصلحة العامة.
وعلى القيادات الحزبية التي تقف خلف ممثليها في الجامعات أن تكف عن ممارسة الوصاية عليهم، فهم أدرى بمشاكلهم، وبعد تخرجهم من الجامعات من المفترض أن يحلوا في الصفوف القيادية لتلك الأحزاب، لأن لهم المستقبل.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو