الوكيل - مجدي الباطية - قال الاستاذ الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية أن الانقطاع عن التدخين او شرب القهوة والمنبهات لا يعد مبررا مقبولا للعصبية والتوتر وسرعة الانفعال ، فالصائم يجب ان يتحلى بالقيم الاخلاقية والجمالية ويتسلح بالسلوكيات التي تفيض بالمشاعر الانسانية وخاصة في شهر رمضان المبارك ، فشهر رمضان مدرسة تربوية ايمانية واقتصادية وثورة على الفوضى التي يمارسها الناس لمدة 11 شهر ، وتتجلى روعة وحلاوة شهر رمضان المبارك بالتكاتف الاجتماعي والصبر والتسامح والايثار ومساعدة الاخرين فهو شهر العطاء بلا حدود ولا تمييز .
وشدد الخزاعي في لقاء خاص مع الوكيل الاخباري أن الانفعال والعصبية والغضب تصرفات غير مسؤوله وسلوكيات منبوذه من المجتمع في شهر رمضان ، ولكنها للاسف تمارس من قبل بعض الصائمين وتعمل على توتر وقلق الآخرين من افراد المجتمع الذين لا يسلكون هذا السلوك وفي هذا الصدد يقول الخزاعي انها مثيرات سلبية والانسان يتأثر بالتعاطي مع هذه المثيرات كل حسب ادارته لشخصيته وذاته فمنهم من لا يبالي بهذه التوترات ويسيطر عليها ومنهم من تسيطر العصبية والغضب على سلوكه ويلحق الأذى بالاخرين .
واشار الدكتور الخزاعي الى السلوك المتسم بالفوضى والانانية والازدحام قرب المحلات التجارية او محلات الحلويات والازدحام المروري واستخدام الزوامير بطريقة صاخبة واطلاق الشتائم من قبل بعض الصائمين وخاصة في فترة ما قبل الافطار تدفع الى السلوك الاندفاعي والتوتر من قبل ابناء المجتمع ، مشيرا الى ضرورة الابتعاد عن هذه السلوكيات والتقيد التام في تعليمات المرور والتحلي بالصبر والاخلاق الحسنة التي تليق بفضائل شهر رمضان .
واوضح الدكتور الخزاعي الى ان غالبية الناس الذي يمارسون الغضب والعصبية والتوتر هم من فئة المدخنين ويكون سبب عصبيتهم ونرفزتهم وخاصة خلال فترات الصيام بسبب انقاطعهم عن التدخين لمدة لا تقل عن (14) ساعة يوميا ، ويوضح الخزاعي قائلا : عندما يعتاد المدخن على نسبة النيكوتين الموجوده في الجسم ، وينقطع فجأة عن التدخين ، تبدأ أعراض الحرمان من النيكوتين في الظهور فيشعر بالعصبية والغضب، وسرعة الانفعال وضعف التركيز واضطرابات النوم والدوخة والتململ ، وهناك فئة من المدخنين تعودو على شرب القهوة والشاي والمنبهات التي تحتوي على مادة الكافيين ، والانقاع المفاجيء عن تناولها وخاصة في فترات الصباح يؤدي الى الشعور بالاجهاد والنعاس والعصبية والتوتر والصداع ، وكلما طالت فترة الانقطاع عن التدخين او شرب المنبهات كلما زادت الاعراض شدتها وتطورت الى سلوكيات سلبية . و ويقول الخزاعي المدخنين يتعرضون الى نوعين من الادمان ، الاول جسدي وعضوي والثاني ادمان نفسي ، وهو عادة اجتماعية لها خصويتها وطقوسها فالمدخن يدخن مع الاصدقاء المدخنين ويصاحب ذلك شرب القهوة والمنبهات .
واشار الدكتور الخزاعي الى تاثير اول اكسيد الكربون الذي يعد اهم مكونات السجائر واخطرها حيث ان هذا الغاز الذي لا طعم ولا رائحه له ينتج من الاحتراق غير اكامل للمواد العضوية في الياف التبغ، هذا الغاز يصل الى الدم في جسم الانسان عن طريق الاغشية المخاطية لتجويف البطن ، ويتفاعل مع الهيموغلوبين بسرع فائقة ويعطل (5 – 20 %) من طاقة الدم ، ويؤدي الى حصول نقص في الاكسجين في الجسم ، اما النيكوتين وهو من مكونات التبغ الرئيسية فهو يصل الدماغ خلال (8) ثواني ويتركو في بلازما الدم بنسبة (25 – 50%) . وفي هذا الصدد يقول الخزاعي اذا تخيلنا ان ربع الدم الموجود في جسم الانسان يتعطل بسبب التدخين ، واذا عرفنا ان مادة التبغ تتكون من (400) مادة سامه ، و( 4000) مركب كيماوي ، فهل نتخيل حجم الضرر الناتج عن التدخين .
وفي الأردن وحسب الخزاعي فان الدراسات التي نفذت من قبل العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية تشير الى أن ( 82 % )من المدخنين مارسوا التدخين قبل العمر 25 سنة، بينما تبلغ بين الفئة العمرية من 13 إلى 15 ( 13.6 %) منهم (10%) يدخنون الارجيلة، وان ( 6%) من المدخنين بدأوا التدخين قبل بلوغهم سن العاشرة وهذه الارقام يصفها الخزاعي بالخطيرة على الصحة كونها تزيد مدة التدخنين وكلما زادت مدة تعاطي السجائر كلما زاد الضرر على الصحة ، . ويقول الخزاعي :تنتشر الارجيلة في المجتمع الأردني حيث يدخنها ( 22 %) وخاصة في المقاهي العامه وتكتمل الجريمة عندما يطلب بعض الاهل من اطفالهم تجهيز الارجيلة لهم ، وهذا يضاعف معدل التعرض للإصابة بالأمراض الخطيرة ، في حين ان نسبة المدخنين من الذكور تتجاوز الـ (50 % ) ، والإناث يتجاوزن الـ ( 36 %) ، اما نسبة الذين لم يمارسوا التدخين مطلقا فهم (% 25 ) من إجمالي السكان ، والحقيقة التي يجب التوقف عندها ان ( 40 % )من طلبة المدارس يدخنون بمعرفة الأهل، وأن( 10 % ) يدخنون في حرم المدرسة أي داخل أسوارها ، وأن ( 16 % ) من طالبات المدارس مدخنات ، و (24 % ) من الطلبة مدخنين ، ويدخن الأردنيين بحدود ( 13 ) مليار
سيجارة سنويًا ، منها مليار سيجارة في شهر رمضان لوحده ، والمعلومة المؤلمة حسب الخزاعي تتمثل في هدر ( 400) مليون دينار على التدخين ، وان معدل انفاق الفرد المدخن الواحد يوميا دينار ونصف اردني، هذا غير الأموال الطائلة التي تنفق على معالجة الأمراض الناجمة عن آثار التدخين والتي تقدر بـ (400) مليون دينار اردني سنويا ، وهذا يعني اننا نفق (800) مليون دينار اردني على التدخين ، وهذا نزف اقتصادي خطير ، في الوقت الذي تمنحنا الدول الصديقة والشقيقة منح ومساعدات وهبات مالية سنوية لرفد ودعم اقتصادنا الوطني بمبلغ يقل او يزيد قليلا عن هذا المبلغ .
وينصح الدكتور الخزاعي المدخنين الصائمين الذين يتميزون بالعصبية والنرفزة بعدم الخروج قبل الافطار من المنزل بساعتين على الاقل ، وعدم السواقة ، والتحلي بالقيم النبيلة ، فشهر رمضان شهر محبة وتلاقي وصلة رحم وليس شهر لدب النزاع بين افراد المجتمع ، وينصح المدخنين بعدم التدخين قبل الافطار بشكل كامل وينصح بالتدخين بعد ساعة على الاقل من تناول الافطار ، وعدم الاكثار من التدخين اي التعويض عما فاته في فترات الصيام ، وتقليل عدد السجائر حتى يتعود الجسم على نسبة قليلة من النيكوتين ومحاولة اغتنام فرصة رمضان للتوقف عن التدخين .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو