الوكيل- بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي، وتحديدا في السادس من شهر تموز (يوليو) الماضي، تعرض الخط الناقل للغاز المصري إلى الأردن لتفجير، توقف على إثره الضخ حتى يومنا هذا. تقول شركة الكهرباء إن خسائرها اليومية جراء توقف الغاز المصري تبلغ 5.6 مليون دولار. وبحسبة بسيطة، يتبين أن خسائر الشركة في 68 يوما مضت تزيد على 380 مليون دولار.
وكما يعرف الجميع، فإن شركة الكهرباء مثقلة بالديون بسبب الانقطاع المتكرر للغاز، وعدم التزام الجانب المصري بتوريد الكميات المتفق عليها بين الجانبين في الاتفاقية الموقعة في عهد مبارك. وهو ما دفع الحكومة إلى تبني برنامج لرفع أسعار الكهرباء، اعتبارا من هذا العام.
ورغم تأكد الجانب الأردني، وبالأدلة، من أن مصر غير قادرة من الناحية الفنية على الالتزام بالاتفاقية بين البلدين، إلا أن المسؤولين الأردنيين فسروا الأمر على أنه سلوك مقصود من جانب الإسلاميين في مصر للضغط على الأردن، ودفعه لتقديم تنازلات لإخوان الأردن. وفي كل مرة تعرض فيها خط الغاز للتفجير إبان حكم مرسي، كان الجانب الأردني يلقي باللائمة على السلطات المصرية، ويتهمها بالتقصير في تأمين الحماية لخط يمر في مناطق تشهد حالة عدم استقرار.
هذه المرة، ورغم طول فترة الانقطاع وحجم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها شركة الكهرباء، إلا أن الجانب الأردني يكظم غيظه، لا بل ويبدي تفهما لعجز السلطات المصرية عن إصلاح العطل.
يمكننا بسهولة أن نجد تفسيرا لهذه المجاملة المكلفة من طرف الأردن للجانب المصري؛ فالأردن كان من أوائل الداعمين للتغيير الذي أطاح بحكم الإسلاميين في مصر، ووقف إلى جانب السلطة الانتقالية بكل قوة، لاعتبارات عديدة يطول شرحها، لكن ملف الغاز كان حاضرا في أذهان أصحاب القرار.
كان الأمل يحدو الحكومة بمعاودة ضخ الغاز للأردن بنفس المعدلات التي كان عليها أيام مبارك، وأكثر من ذلك تعويض الأردن عن الكميات التي خسرها جراء الانقطاعات المتكررة في السابق. الجانب المصري لم يبخل بالوعود، وتعهد أكثر من مسؤول مصري 'بمكافأة' الأردن على موقفه الداعم لثورة '30 يونيو'. في مقابل ذلك، أوقفت الحكومة حملة ترحيل العمال المصريين التي بدأتها أيام مرسي؛ ولم تنكر الحكومة حينها أن الحملة ما هي إلا ورقة للضغط على الجانب المصري ليلتزم باتفاقية الغاز.
بيد أن شيئا من ذلك لم يتحقق للأسف، وحصل الأسوأ؛ فما كنا نحصل عليه أيام مرسي، خسرناه بالكامل، وعادت شركة الكهرباء للاعتماد، وبشكل كلي، على زيت الوقود والديزل في إنتاج الكهرباء.
صحيح أن المناطق التي يمر فيها خط الغاز تشهد مواجهات ساخنة بين الجيش المصري والجماعات المتطرفة، وهي اليوم أشبه ما تكون بحرب، لكن الجيش هو صاحب اليد الطولى هناك وفي كل مكان في مصر، ويملك من القوة ما يكفي لتأمين الحماية لخط أنابيب. أما إذا كان عاجزا عن ذلك بالفعل، فكيف له أن يحسم معركة أكبر مع الجماعات الإرهابية؟!
حال الأردن مع مصر وغازها ينطبق عليه المثل الشعبي: 'لا مع سيدي بخير.. ولا مع ستي بخير'. لا بل إن الوضع في زمن السيسي أسوأ منه في زمن مرسي؛ إذ على الأقل كنا نحصل على نصف الكمية المتفق عليها، بينما اليوم لا ننال نقطة واحدة.
fahed.khitan@alghad.jo
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو