وتسلم المعهد هذه الجائزة في احتفال جرى قبل أيام في مدينة (كاوناس) في لتوينيا ضمن الاسبوع العالمي للتربية الإعلامية والمعلوماتية الذي تنظمه سنويا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) .
ظاهرة الإشاعات والأخبار المضللة والاستخدام الضار لشبكات التواصل الاجتماعي ظاهرة عالمية تعاني منها المجتمعات على حد سواء، لكن يختلف التعاطي معها من مجتمع لآخر حسب مستوى التطور الثقافي والسياسي ومستوى الثقة بوسائل الإعلام المحترفة ، في حين هناك شبه اتفاق بين الخبراء أن إحدى أهم أدوات مواجهة هذه الظاهرة يتمثل في تحصين المجتمع بالمعرفة التي تمكنه من تجاوز هذه الأضرار وعدم الانسياق إليها من خلال تعليم الأجيال الجديدة والشباب كيف يتعاملون بشكل صحي مع هذه الوسائل وهو ما بات يعرف بالتربية الإعلامية والمعلوماتية وإدخال هذه المفاهيم والمهارات في النظم التعليمية وفي أنشطة مؤسسات التنشئة الاجتماعية والثقافية وخلق حالة وعي مجتمعي أي مناعة ثقافة واتصالية تحد من أضرار هذه الظاهرة .
معهد الإعلام الأردني استطاع خلال السنوات القليلة الماضية بناء قاعدة وطنية أساسية في نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية حيث نفذ مجموعة من المشاريع والبرامج التجريبية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وعدد من الجامعات الأردنية ووزارة الشباب وغيرها من مؤسسات.
وتم خلال السنوات الأربع الماضية تنفيذ نحو 40 برنامجا تدريبيا وتم تطوير 4 مناهج وأدلة تدريبية ومنهاج لمساق دراسي جامعي وثلاثة مناهج موجهة للشباب في موضوعات فهم الإعلام المعاصر ومحو الأمية الإخبارية والتربية الرقمية.
ونفذ المعهد عددا من البرامج التعليمية والتدريبية في بعض الدول العربية وأصدر دراسات وبحوثا متخصصة في هذا المجال فيما كانت نتائج هذه البرامج التدريبية كبيرة وناجحة وملفتة للانتباه من خلال حجم تأثيرها في الطلبة والشباب وتفاعلهم الإيجابي مع المهارات التي اكتسبوها ، الأمر الذي أهل المعهد من الحصول على هذا التقدير العالمي والفوز بالجائزة العالمية بعد عملية مراجعة أجراها 15 خبيرا من مختلف أنحاء العالم .
إن تبني التربية الإعلامية والمعلوماتية بشكل شامل في النظام التعليمي الأردني وفي المؤسسات الشبابية وفي فعاليات الحياة العامة سوف يحدث فرقا حقيقيا يتجاوز حالة الاستخدام الضار لوسائل الإعلام الرقمي وهذا خيار يزدهر في معظم المجتمعات الديمقراطية وهناك اليوم نحو 90 دولة تبنت بشكل رسمي التربية الإعلامية والرقمية للأسف ليس بينها اي دولة عربية.
أمام الأردن فرصة حقيقية للريادة في هذا المجال في المنطقة، وأن نحول هذا القلق المجتمعي والسياسي من حالة الفوضى في استخدام هذه الوسائل إلى مناعة مجتمعية .
حسب الدراسات يقضي الشباب الصغار في الأردن نحو 4-5 ساعات يوميا أمام الشاشات من الهواتف الذكية إلى الاجهزة اللوحية والحواسيب وغيرها. في المقابل لا يقضي هؤلاء الشباب في الحديث مع الوالدين سوى ما معدله 10 دقائق يوميا بمعنى أن الكتلة الأكبر من المجتمع يستهلكون يوميا بشكل سلبي مئات الرسائل بدون تدقيق ولا تقييم ولا مهارات في التفكير النقدي .
نشر مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية يعد أولوية وينسجم مع أولويات التعليم في القرن الحادي والعشرين فهو أداة لتحسين جودة التعليم والتعلم وأداة لتطوير المشاركة ولتأسيس للمواطنة الرقمية الفاعلة.
وإذا كنا جادين في تجاوز مرحلة الفوضى والتأسيس للاستثمار الاجتماعي على المدى البعيد في هذه التحولات التكنولوجية - الاجتماعية علينا الاستثمار في التربية الإعلامية وبسرعة .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو