الجمعة 2024-12-13 11:28 ص

الأُفاك وما يزعمون

08:23 ص

ارأيت إلى أولئك الأُفاك على الله تعالى الجَهَلة به الذين ما تنفك اقلامهم تجري في دماء المسلمين واموالهم وهم يقولون «انما جرت اقلامنا على اقلام الله» سبحانه وتعالى عما يدعون..

اولئك قوم اتهموا ربهم، كما يقول الحسن البصري وقالوا عليه قولا عظيما.
وحيثما نظرنا في ديار الاسلام وجدنا طوائف من هؤلاء، ديدنهم تكفير المسلمين، واستباحة دمائهم، وتدمير اوطانهم.
وعلى ان امرهم قائم بين الجهل والافك الا انهم – الى ذلك – مُسخّرون، من حيث لا يدرون او من حيث يدرون، لخدمة مآرب اعداء العروبة والاسلام، فهم يسعون في خراب الدول والممالك، بحسب خطط مرسومة او بحسب رغائب مكتومة، الاولى يتولى كبرها دهاقنة الاستشراق الاستعماري القديم الجديد، والثانية ينفخ في نيرانها ذلك «الحقد الثوري» المتربص الذي يرى ان الفوضى والخراب والقتل والدمار، كل ذلك، شروط موضوعية لصحة النظريات الثورية التي يتخافتون بها.
لقد التفت في الكيد للعروبة والاسلام كلتا النظريتين المبيرتين: الحتمية الثورية العدمية، والفوضى الخلاقة، وكلتاهما آتت أُكلها فجّاً قاتلاً ماحقاً، وكلتاهما قامت بالتلبيس على جهلة العرب والمسلمين وساقتهم ذاهلين الى ما نسمع ونرى من حماقاتهم.
ويقولون: ألا يوجد في الامة عقلاء يأمرونها بالرشد، ويأخذون بحجزاتها عن المهالك؟ فنقول: بلى انهم بين ظهرانيها، ولكن في الشعاب والمضايق، وحيث يعجز الخيال عن تصوره من ألوان المكابدة، على حين مُكن المفسدون فيها تمكينا، وتعلقوا من الغرب المستعمر حبلا متينا.
على اننا لا تستغرقنا اللحظة ولا يحتبسنا الاوان، فثم وراء هذا السطح الظاهر اعماق تمور بالحيواتِ والارادات، ولا بد ان ترد هذه الامة الى معاد، فلكل فجر اذان، ولكل قوم هاد.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة