الجمعة 2024-12-13 12:49 م

الأمير حسن: آن أوان أن يسمع العالم صوت الإقليم

06:06 م

الوكيل - أكد سمو الأمير الحسن بن طلال ضرورة الانتقال إلى دائرة التأثير والقيام بتنمية عربية تضمينية للأركان الأساسية للمعرفة والترويج للمعلومة الصحيحة، فقد آن الأوان لأن يسمع العالم صوت الإقليم.


وقال سموه خلال رعايته فعاليات المؤتمر الدولي 'اللاجئون في المنطقة العربية: المجتمعات المضيفة والمصير الغامض' والذي ينظمه مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي'، إن ذلك يتطلب بلورة مفهوم للأزمات التي ما تزال تتفاقم يوما بعد يوم خاصة في ظل تداعي الإمكانات المتاحة، والى قاعدة بيانات معرفية إقليمية تمكّننا من القيام بتقييم دقيق لاحتياجات مجتمعات المقتلعين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.

وتحدث سموه عن القدرة الاحتمالية لاقتصادات الدول المضيفة للاجئين، متسائلا إلى متى سنبقى معتمدين على المنظمات الدولية لقياس مدى نجاح المجتمعات المضيفة في إدارة شؤون المقتلعين.

وقال 'لقد حان الوقت للتقريب ما بين قطب الهجرة الإنسانيّة القسرية وقطب التنمية. فالمصادر واحدة: الماء والنار والكلأ. لكن المنظمات الدولية والإقليمية أَلِفت التعامل مع الجزئيّات'.

وشدد على ضرورة قيام الجامعات بدورها في نقل كل ما يجري فيها من مؤتمرات تحاكي الواقع لتعميم الاستفادة، مشيرا إلى ريادة اليرموك في التواصل مع المجتمع المحلي تجسيداً لدور الجامعات في نشر العلم والمعرفة وخدمة المجتمع من خلال تأسيس مركز للسياسات المتنوعة التي تنبع من تحديد الأولويات وتأسيس مناطق إنتاجية قائمة على قاعدة معرفية شاملة.

ودعا الى البدء في حوار للسياسات تشارك فيه العناصر الثلاثة القيادات السياسية، والاقتصادية - الاجتماعية، إضافة إلى المؤسسات المدنية على اختلافها حتى لا نفقد الفرصة في إيصال رأينا حيال البرامج المستدامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وكان رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبدالله الموسى قد ألقى كلمة في الافتتاح أكد خلالها أهمية عقد هذا المؤتمر لاسيما مع حركات اللجوء والنزوح التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة الماضية والتي فرضت أعباء متزايدة على المجتمعات المضيفة.

وقال إن هذا الوطن العزيز لا يقوى بمفرده على أن يتحمل تبعات حركات اللجوء، فقد قدر له أن يستقبل هجرات قسرية متواصلة منذ نيف وستين عاما ابتداء بهجرة أشقائنا الفلسطينيين والعراقيين وأخيرا هجرة الأشقاء السوريين التي ما تزال آثارها ماثلة على الأردن كدولة مضيفة إلى اليوم وهذا يتطلب تضافر كل الجهود ليستطيع الأردن الاضطلاع بمسؤولياته تجاه اللاجئين على أرضه.

ولفت الموسى إلى أن المنطقة العربية قد شهدت منذ أكثر من عامين تغيرات سياسية عميقة أفضت إلى آثار ملموسة على بعض الأنظمة والدول العربية في شرق الوطن العربي وغربه، وبدأت نتيجتها قصص لجوء ونزوح جديدة في المنطقة العربية المثخنة أصلا باللاجئين والمشردين، مشددا على أننا في الأردن نفخر بأننا على الدوام ملاذا لأحرار الأمة ومنكوبيها ومشرديها رغم ضعف الإمكانات.

بدوره، أشار مدير مركز اللاجئين والنازحين الدكتور عبدالباسط عثامنة إلى التغيرات التي شهدها العالم خلال العقدين المنصرمين، والتي ألقت بوطأتها على منطقتنا العربية وخاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وما عقد هذا المؤتمر في رحاب جامعة اليرموك إلا ارتباطا عضويا بين ما آلت إليه الأوضاع في بعض دول المنطقة وبين ما أفرزته تلك الأوضاع من تبعات سلبية على الأمن الإنساني في تلك الدول وعلى المنطقة بأسرها تجسدت في هجرات قسرية.

ولفت إلى أن أعمال المؤتمر سترتكز على أبعاد تتعلق بحركات اللجوء والنزوح في زمن الربيع العربي والمرأة اللاجئة والأطفال القصر غير المرافقين ودور الدول المضيفة والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني في إغاثة اللاجئين وحمايتهم، والآثار الاقتصادية والتنموية للجوء في المنطقة العربية.

وأكدت المديرة القطرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في الأردن زينا أحمد في كلمتها أن ما نشهده يوميا من امتهان للكرامة البشرية والمعاناة اليومية يتطلب تضافر جهودنا جميعا لتقديم العون الإنساني ومن ثم الانتقال لمرحلة التعافي لتحقيق التنمية البشرية المستدامة من خلال بناء خطط تنموية وطنية تشاركية قادرة على استيعاب الأزمات والكوارث والتصدي لها وحوكمة المخاطر.

ولفتت إلى أن مستقبل المنطقة العربية وشعوبها يعتمد على الإصلاح بمعناه الأوسع والذي يسعى إلى إرساء وتعزيز أنظمة الحوكمة الديمقراطية والتي تضع الإنسان في صلب عملية التنمية والإصلاح وتعزيز مفاهيم مكافحة الفساد وسيادة القانون.

وأضافت أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دق ناقوس الخطر ونبه إلى ضرورة الالتفاف لمعاناة الشعوب المضيفة للنازحين والتي تعاني أصلا من تحديات تنموية واسعة في سبل العيش والخدمات الاجتماعية ولعل أهم التحديات الجوهرية الأساسية التي تشهدها المجتمعات المضيفة للاجئين الزيادة غير المسبوقة في أعداد السكان فقد وصلت أعداد اللاجئين في محافظة المفرق إلى 129 % من عدد السكان وفي الرمثا 50 % من السكان.

وشددت على أن ما وفرته الحكومة الأردنية لهم بكل سخاء من خدمات بلدية وتعليمية تجاوز قدرتها على التجاوب وهو ما يهدد مؤسسات الحكم المحلي وعلى رأسها البلديات، وهذا ما أوجب إطلاق مشروع ريادي في آذار (مارس) المقبل بهدف تخفيف أثر أزمة اللاجئين السوريين على المجتمعات المضيفة بما يحفظ الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

الغد


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة