الإصلاح كلمة تدل على أن هناك خللا ما وأن الحاجة تستدعي تقويمه، وهذا المصطلح اصبح في ادبيات الاردنيين يعني تحميلهم اعباء اضافية بدون انعكاسات ايجابية على حياتهم، والاصلاح المالي والاقتصادي مثال على ذلك اذ اصبحت مترادفات الاصلاح المالي والاقتصادي زيادة الضرائب ونقص الخدمات علما بأن المدلول الطبيعي للاصلاح هو تحسين مستويات المعيشة والخدمات والارتقاء بالمجتمع، وخلال العقود الثلاثة الماضية كانت نتائج الاصلاح اتساع الفجوة بين قدرات العامة وما يتاح لهم من اموال لتلبيتها، لذلك نجد مواقف شعبية مناهضة للاصلاح المالي خصوصا وان هذا الاصلاح يأتي وفق معايير دولية مؤلمة.
الاصلاح الدولي وصل الى دول الخليج فقد اكتشف صندوق النقد الدولي مؤخرا ان اقتصادات دول الخليج العربي تعتمد على النفط كمورد رئيسي، لذلك اطلق مفهوم تم تداوله في ثمانينيات القرن الماضي، حيث دعا خبراء صندوق النقد دول الخليج الى تنويع قاعدتها الاقتصادية وعدم الاعتماد على النفط كمورد رئيسي لموازناتها، واضافوا ان انخفاض الاسعار العالمية ادى الى عجوز مالية في موازناتها لايمكن الاستمرار معه، ون الحاجة تستدعي فرض الرسوم والضرائب وصولا الى ضريبة القيمة المضافة.
وبالعودة الى الاصلاح الذي يؤخر ولا يقدم في المنطقة بشكل عام، والسبب الرئيسي للخلل الكبير في الاوضاع الاقتصادية والمالية في الدول النفطية وغير النفطية ارتفاع الانفاق العسكري وفواتير الدفاع التي ترهق الموازنات السنوية لمعظم دول المنطقة سواء المعلن منها والمخفي، فالدول العربية من اكثر الدول انفاقا على السلاح والاغرب من ذلك انه ليس سلاحا نوعيا، لذلك تشتري دول عربية طرازات قديمة من تقنيات السلاح بينما تشتري اسرائيل السلاح بكميات اقل من الدول العربية لكنها تحرص على شراء احدث الاسلحة والامثلة على ذلك تشتري دول عربية طائرات عسكرية من طراز اف 15 & اف 16 بعشرات المليارات من الدولارات بينما يشتري الكيان الصهيوني طائرات اف 35 الاحدث في العالم بمبالغ اقل.
فالاصلاح يفترض ان يرفع القيمة المضافة لمانستورده من سلاح وتكنولوجيا، فالعالم يقدم خيارات مختلفة والدول الكبرى لديها ما تتنافس عليه في الاسواق العالمية، فالغرب ليس الوحيد الذي يعرض السلاح للبيع فالشرق لديه ما يعرضه للبيع لكن عندما نسيس العرب مشترياتهم لايحسنون تحديد احتياجاتهم، لذلك نجد انفسنا قد حشرنا انفسنا في المربع الاول على الدوام، ووضعنا اوضاعنا المالية في عجز دائم.
الإصلاح كلمة تحتاج الى إعادة توصيف حتى نرسم منحنى منتجا لحياتنا، فالاصلاح اذا لم يحسن اوضاعنا والتقدم في كافة مناحي الحياه يصبح شكلا من اشكال العبث وهذا مما نعانيه منذ عقود.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو