منذ شهر واغلبية أخبار وزارة التنمية الإجتماعية , إما مرتبطة بالزوجات اللواتي يتعرضن للتعنيف , وإما بدور الرعاية ..وإما بالأطفال مجهولي النسب , بمعنى اخر كلها مرتبطة (ببلاوي زرقا) ...
للان لم تنتبه وزارة التنمية لتصاعد ظاهرة التسول على الإشارات ... أول أمس وأنا متجه للزرقاء , جاء أحدهم ووضع على الإشارة صبية, معاقة على كرسي خاص للمقعدين , الصبية مبتورة الأقدام ..ومبتورة اليد اليمنى وتظهر عليها معالم الإعاقة العقلية , وفي إنتهاك صارخ لقيمة الأنسان ..تم رفع البنطال عن أقدامها المبتورة ويدها أيضا .... وتم وضع (كرتونة) فارغة أمامها من أجل لم ( الغلة) ..
في الجهة المقابلة وقف شاب وبدأ بالمراقبة , وكان البعض ينزل من السيارة ويضع مبلغا ماليا....بشاعة المنظر والإنتهاك الصارخ للقيمة الإنسانية , جعلني أتوقف بعد الإشارة وأبدأ بالمراقبة , تبين لي أن الشاب الموجود في الجهة المقابلة من الشارع كان يتقدم كل نصف ساعة , ويقوم بجمع ما وضعه الناس في (الكرتونة) الفارغة ...
في النهاية ولعدم قدرتي على تحمل البرد , ذهبت إليها ..وأكتشفت أن رجفة جسدها تجعل الكرسي هو الاخر يهتز , وأكتشفت أنها لا تملك قدرة على النطق ولكني عرفت أنها بحاجة للماء ...وكانت دموعها تسيل ليس بدافع البكاء وإنما نتيجة طبيعية لحجم البرد التي تتعرض له , حاولت أن أنزل الرداء على القدمين ...أن أبعدها قليلا عن الإشارة حتى لا تتأثر بأدخنة السيارات ...ولكني إكتشفت في لحظة أن جيشا من المتسولين جاء إلي ...يريدون حمايتها مني وأحدهم قال لي :- هاي أختي .
وأنا لم أترب في القصور الفارهة ولم أتلق تعليمي في السوربون ...أنا أعرف الحياة بتفاصيلها وبكل صخبها ووجعها , وأعرف الزقاق من أولها إلى اخرها ...أوهمتهم أني أحمل مسدسا ووضعت يدي على خصري وتلك المرة الأولى في حياتي التي أفعلها ...ولو أن القانون يحمي العواطف لما توانيت لحظة عن قتلهم جميعا لو كنت أحمل ذاك المسدس المزعوم. هربوا كلهم , ولم أعرف في تلك اللحظة ماذا أفعل مع بنت في (الخامسة عشرة من عمرها) مبتورة الاقدام ومعاقة , وأظن أن الماء لم يلمس شعرها منذ عام ...وأجزم أن الحياة أخذت منها كل شيء ..لم أعرف ماذا أفعل غير البكاء , والعجز ...تلك المرة الأولى في حياتي والتي أبكي فيها على أرصفة شوارع عمان ...وتلك المرة الأولى التي ينشغل فيها مجتمعنا بمعاهدة السلام والربيع العربي , وحكومة النسور وننسى أننا فقدنا جزءا من إنسانيتنا ....
في النهاية عدت لسيارتي مهزوما , وعيون تلك العصابة التي كانت توظف البنت ظلت ترقبني , وأنا في لحظة تمنيت أن أفعل شيئا لها ...ولكن لا الحال ساعدني ولا يدي المرتجفه ولا برد عمان ...ولا دولة تخلت عن واجبها .
وزارة التنميه لا نعتب عليها , لأننا لا نرتجي شيئا منها ..ولكننا نعتب على زمن جعل من عصابات حقيرة ودنيئة توظف إعاقة الناس وعجزهم من أجل التسول ...
لقد اكتشفت فيما بعد أن هذه البنت توظف من قبل بعض العصابات للتسول ويتم تبادلها وبعضهم قال لي أنها تباع من قبل مجموعة لأخرى ...
على ماذا يقتل الإنسان ؟ ألا يمارس القتل دفاعا عن شرفه وكرامته ....وماذا عساي أن أفعل حين يتم سلب أنثى كرامتها وإنسانيتها وتصبح سلعة توظف على إشارات عمان من أجل ( الشحده) ...تمنيت وقتها لو أقتلهم جميعا هؤلاء الذين يتاجرون بالبشر كسلعة ويستخدمونهم كأداة.
إن اصعب شيء نمر به الان هو حين نلتفت للسياسة ونحترف شيئا إسمه الربيع العربي وننسى إنسانيتنا ...هي ضاعت ولم ننساها فقط .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو